
رفضت الولايات المتحدة وقف الضربات الجوية التي تسببت بمقتل مئات المدنيين في الآونة الأخيرة في أفغانستان, وسط اتهامات للقوات الأمريكية باستخدام الفوسفور الأبيض.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز في تصريحات تلفزيونية إنه "من غير الحكمة أن نغل أيدينا ونقول إننا لن نشن غارات جوية", على حد قوله.
وأضاف: "علينا أن نتيح لأنفسنا كل ما توفره لنا قوتنا العسكرية الهجومية عندما نحتاج إلى ذلك لا نستطيع أن نقاتل وإحدى يدينا مقيدة وراء ظهرنا", على حد وصفه.
وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد أقر في وقت سابق بأن الغارات الجوية التي شنها الأسبوع الماضي في غرب أفغانستان، وأصابت منازل مكتظة بالسكان في قريتين بإقليم فراه أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين, وقد ذكر شهود عيان أن عددهم يصل إلى 130 شخصا.
من جهتهم, أشار أطباء وحقوقيون إلى احتمال استخدام القوات الأمريكية للفوسفور الأبيض في عملياتها ضد حركة طالبان.
وأوضح أطباء أفغان أنهم لاحظوا حروقا غير مسبوقة بالجرحى والقرويين الذين تعرضوا للقصف الاثنين الماضي.
كما قال نادر نادري وهو عضو بلجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان: إن الأطباء الذين عالجوا ضحايا الحادث أبلغوا عن حروق غريبة يعتقدون أنها ربما ناجمة عن مادة كيماوية مثل الفوسفور الأبيض.
وكان المئات من طلاب الجامعات في العاصمة الأفغانية كابول، قد خرجوا في تظاهرات غاضبة، احتجاجا على مقتل العشرات من المدنيين في الغارات التي شنتها قوات الاحتلال الأمريكية.
وردد المحتجون عبارات مثل: "الموت لأمريكا"، وأصدروا بيانا دعوا فيه إلى محاكمة المسؤولين عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، جاء فيه "إن شن القوات الأمريكية مذبحة جريمة لا يمكن لشعبنا نسيانها أبدا".