أنت هنا

16 جمادى الأول 1430
المسلم-متابعات:

فر مئات الآلاف من المدنيين الباكستانيين من مساكنهم في وادي سوات بعدما أمرهم الجيش الباكستاني بمغادرة المكان، اليوم الأحد، بعد أن خفف بشكل مؤقت حظر التجول المفروض على المنطقة.

وينضم الفارون إلى 555 ألف شخص نزحوا عن ديارهم في وقت سابق من "وادي سوات" ومناطق أخرى بسبب القتال الدائر بين القوات الحكومية والعناصر الموالية لحركة "طالبان" منذ أغسطس الماضي.

ونسبت وكالة "رويترز" للأنباء إلى ناصر خان، المتحدث باسم الجيش الباكستاني في المنطقة القول: "أمرنا السكان المدنيين في أربع مناطق بإخلائها... أمامهم سبع ساعات للمغادرة، لأن علينا ضرب مخابئ هناك".

وقال زبير خان أحد سكان "مينجورا" البلدة الرئيسية في وادي سوات في حديث هاتفي مع وكالة "رويترز": "الجميع يريد الخروج من هذا الجحيم". وتابع: "البعض يغادر المكان بسيارته في حين كثيرون يسيرون على الأقدام. لا يعلمون أين سيتوجهون ولكن البقاء هنا يعني الموت".

وقررت الحكومة رفع الحظر اليوم لمدة سبع ساعات (من السادسة صباحا حتى الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي)، في المنطقة. وستتم إقامة معسكرات للاجئين في منطقة بيشاور (عاصمة الإقليم الحدود الشمالي الغربي) وفي نوشارا إلى الشمال الشرقي من بيشاور ، ويسمح للناس بمغادرة وادي سوات، لكن لن يسمح لأي شخص بالعودة إليه.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن رفع الحظر هو دليل على احتمال تكثيف الهجوم البري للجيش الباكستاني في المنطقة في الأيام القليلة المقبلة.

من جهة أخرى، كشف خبير استراتيجي في الشئون الباكستانية أن حركة "طالبان" في وادي سوات تريد جر الجيش الباكستاني إلى حرب عصابات داخل مدن سوات لتكبيده خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأضاف سيد سليم شهزاد، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة الباكستانية لجريدة "الحياة" اللندنية :"الجيش يخوض حالياً حرباً لم يستعد لها، تنفيذاً لأوامر أصدرتها الحكومة المدنية في البلاد تحت ضغط واشنطن".

وأعرب شهزاد عن تخوفه من أن تعمّق هذه الحرب الانقسام الداخلي في المجتمع الباكستاني، مشيرا إلى أن الحكومة (التي يسيطر عليها الشيعة) تحاول حشد جماعات دينية صوفية لمواجهة حركة "طالبان"، وحذر من أن ذلك "سيزيد خطر الانقسام الطائفي والمذهبي خلال المرحلة المقبلة، ما يصعّب استعادة الأمن والاستقرار في باكستان".