
ذكرت صحيفة جزائرية أن "أبو محمد عاصم المقدسي"، الذي يستند تنظيم "القاعدة" إلى معظم فتاواه، قد وجه رسالة "إبراء ذمة" مما يرتكب في حق المدنيين المسلمين بمختلف الأصقاع، وبخاصة في الجزائر، من تقتيل بدعوى الدين.
وبحسب صحيفة "النهار" الجزائرية، فقد جاءت هذه "التبرئة" التي أصدرها "المقدسي" بعد أن بلغه شخص يدعى "أبو الوليد الجزائري"، وهو أحد ناشطي الجماعات المسلحة الجزائرية الذين استقروا في أفغانستان قبل سنوات، بالوضع الذي آلت إليه الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر، وبخاصة تنظيم '"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي يعتمد على الفتاوى التي أصدرها لتنفيذ العمليات "الانتحارية" ضد المدنيين.
وقالت الصحيفة إن "أبو الوليد الجزائري" التقى قبل أسابيع بالشيخ أبو محمد المقدسي في الأردن وانتزع منه رسالة خطية إلى عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر يدعوهم فيها إلى الرشد وعدم تأويل الفتاوى التي أصدرها.
ووفقا للصحيفة فقد قال المقدسي في رسالته الموجهة إلى عناصر تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أنه قد بلغه من بعض المشايخ أن بعض المتساهلين والمتلاعبين بأرواح المسلمين ودمائهم وأعراضهم يستدلون للوصول الى مآربهم ببعض كتاباته وفتاواه، ويعودون إليه لارتكاب أعمالهم التي لا تمت بصلة للدين.
وأوضح المقدسي في رسالته أنه وجب عليه التنبيه بعد أن أصبحت كتاباته تؤخذ على محمل التحريف ويستغل العائدون إليها جزءا منها دون الآخر، وأضاف: "إن بعض الغلاة والمتسرعين في أموال المسلمين ودمائهم وأعراضهم يستدلون لباطلهم ببعض كتاباتنا، فلزم هذا التنبيه لإبراء الذمة، فإني ولله الحمد ما كتبت حرفا إلا لنصرة دين الله وشريعته ولم أكتبه لهوى متبع أو لاستباحة حرمات المسلمين".
وأضاف المقدسي في سياق رسالته (في حال تأكدها)، أنه لا يتحرج من البراءة من الباطل، ونصح الشباب بالعودة إلى بعض كتاباته التي يحذر فيها من الانحرافات في الجانب العلمي والاعتقاد، وكذا الأخطاء التي ترتكب في الجاني العملي.
على صعيد متصل، وجه ثلاثة من قدامى المسؤولين في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي تغير اسمها إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مساء أمس الجمعة نداء الى الاسلاميين المسلحين الذين لا يزالون ناشطين في الجزائر بتسليم أسلحتهم.
ووقع على هذا النداء الذي بثته الإذاعة الجزائرية: عمر عبد البر المسؤول السابق للجنة الإعلامية، وأبو ذكريا المسؤول السابق للجنة الطبية، ومصعب أبو داود القائد الميداني السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال.
وأكد المسؤولون الثلاثة أن عماري سيفي الملقب "عبد الرزاق البارا" الذي اعتقل في 2006، وجه أيضا للمرة الأولى رسالة إلى العناصر المسلحة الذين لا يزالون ناشطين اعتبر فيها أن "ما يقوم به الآن العناصر المسلحون من خلال إراقة دماء الأبرياء هو عمل بربري".