أنت هنا

14 جمادى الأول 1430
المسلم/ وكالات

انتهز آلاف الأشخاص فرصة رفع حظر التجول بصفة مؤقتة في منطقة "وادي سوات" الباكستانية لمغادرة المنطقة، حيث اقترب الوضع هناك من شبح الكارثة الإنسانية, في وقت تزداد فيه الأرقام الحقيقية للنازحين كثيرا عن الأرقام المعلنة.

 وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت من احتمال وقوع كارثة إنسانية في المناطق الشمالية الغربية من باكستان حيث قالت الحكومة: إن أكثر من مليون نازح قد يفرون من ديارهم إضافة إلى نصف مليون آخرين تشردوا في بونير وباجور هربا من المعارك الجارية بين الجيش ومسلحي طالبان.

وأضافت اللجنة: إنها لم تعد قادرة على توفير خدماتها للمدنيين وتحديدا في المناطق المشتعلة وسط استعدادات متواصلة من الصليب الأحمر الباكستاني لتوفير كميات ضخمة من مواد الإغاثة الإنسانية والطبية والحاجيات الأساسية الأخرى لما يقارب 120 ألف نازح.

وفي هذا السياق أعرب رئيس هيئة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم لمتحدة أنطونيو غاتيراس عن مخاوفه من الوضع الكارثي الذي قد يحل بآلاف النازحين الباكستانيين بالإضافة إلى عشرين ألف لاجئ أفغاني موجود في مناطق القتال.

يأتي ذلك بينما أمرت الحكومة الباكستانية الجيش بالقضاء الكامل على من وصفتهم "بالإرهابيين" في وادي سوات شمالي غربي البلاد, في حين تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات وعناصر حركة طالبان باكستان, وسط ارتياح أمريكي لطريقة تعامل إسلام  آباد مع الوضع.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في كلمة عبر التلفزيون: "استدعيت القوات المسلحة للقضاء على المتشددين والإرهابيين".

 ودعا جيلاني مواطنيه إلى التوحد ضد من أسماهم"المتطرفين", قائلا: "إنهم يهددون سيادة البلاد بعد انتهاكهم اتفاق السلام", على حد قوله.

وقامت الولايات المتحدة بشن حملة على الحكومة الباكستانية إثر توقيعها اتفاق سلام مع الإسلاميين في وادي سوات يقضي بوقف الأعمال المسلحة, ووصفتها بأنها سلمت البلاد لهم.

وذكرت مصادر إعلامية أن هناك تصميما من الحكومة للسيطرة على المناطق القبلية.

من جهته, اعترف الجيش الباكستاني بمقتل تسعة من جنوده في معارك مع حركة طالبان.

وفي تعليقه على المعارك الدائرة بسوات, أعرب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عن ارتياحه لطريقة تعامل الجيش الباكستاني في هجومه على مسلحي طالبان بمنطقة بونير.

وأضاف: إنه شخصيا "راض جدا عن الرد القوي الذي اتخذته الحكومة والجيش الباكستانيين..", كما استبعد الوزير الأمريكي استيلاء المسلحين على السلاح النووي, قائلا: إن "الفرصة ضئيلة في أن تحقق طالبان في باكستان مستوى من النجاح يمكنها من الوصول للأسلحة النووية".

وفي سياق آخر وزعت وزارة الخارجية الباكستانية تعميماً على كافة سفارات وممثليات الدول المعتمدة لديها في إسلام آباد تدعوها لتوخي الحذر والبدء باتخاذ تدابير أمنية عالية المستوى، تحسباً لما وصفتها "بهجمات محتملة".