
نفى السودان مجددا الأربعاء اتهامات تشاد له بإرسال مجموعات مسلحة إلى المناطق الواقعة في شرق البلاد، وهو اتهام جاء بعد ساعات من إبرام اتفاق بين البلدين لوقف العنف ضد كل منهما. وطالبت الحكومة السودانية بوضع "آليات مراقبة مستقلة" للتحقق من "المزاعم التشادية".
وقال وزير الثقافة والشباب السوداني أمين حسن عمر الذي وصل إلى الدوحة للمشاركة في جولة مباحثات سلام جديدة مع حركة العدل والمساواة المتمردة في السودان: "بالطبع تشكو تشاد من قوات تقول إنها توغلت 150 كلم داخل حدودها وتقول إنها تسربت من السودان، ونحن ننفي هذا". وطالب بـ"إقامة آليات موضوعية ومراقبة مستقلة حتى نتحقق من هذه الادعاءات".
ووقع كل من السودان وتشاد يوم الأحد الماضي في العاصمة القطرية الدوحة اتفاق مصالحة، بعد أن تبادلا اتهامات بدعم حركات التمرد في البلد الآخر. وينص الاتفاق على تطبيق ما سبق من اتفاقات حول مراقبة الحدود لمنع تسلل المتمردين التشاديين القادمين من السودان والمتمردين السودانيين القادمين من تشاد.
لكن متحدث باسم الحكومة التشادية أعلن بعد ساعات قليلة من توقيع الاتفاق أن متمردين تشاديين توغلوا الاثنين في شرق تشاد قادمين من السودان.
وقال المتحدث باسم الحكومة التشادية محمد حسين: "أرسلت الخرطوم عدة طوابير مسلحة إلى داخل بلدنا واتفاق الدوحة لم يجف حبره بعد. وبشن هذا العدوان المبرمج على تشاد يكون النظام السوداني قد تراجع عن توقيعه في الدوحة".
لكن السودان نفى وجود أي من قواته على أراضي تشاد وقال إنه ملتزم تماما بالاتفاق الموقع في الدوحة يوم الاثنين لوقف الأعمال الحربية والامتناع عن استخدام القوة.
وقال علي يوسف أحمد رئيس إدارة البروتوكول في وزارة الخارجية السودانية إنه يكرر تأكيد الحكومة والجيش السودانيين لعدم حدوث أي توغل من جانب القوات السودانية داخل أراضي تشاد. وأضاف إن ما يحدث الآن هو معارك بين المعارضة التشادية وبين قوات الحكومة التشادية داخل حدود تشاد.
وأكد قياديو حركة تمرد تشادية أن قواتهم جاءت من السودان المجاور وهي تواصل تقدمها اليوم الأربعاء داخل الأراضي التشادية باتجاه نجامينا التي قالوا إنها "هدفهم النهائي".
وسبق أن دخل المتمردون التشاديون في فبراير 2008 نجامينا حيث كادوا أن يطيحوا بالرئيس ديبي الذي تصدى لهم بالنهاية بمساعدة فرنسا.
ويتبادل البلدان منذ أمد طويل الاتهام بدعم جماعات متمردة وهجمات للمتمردين في أراضيهما.
واستأنفت تشاد والسودان العلاقات الدبلوماسية في نوفمبر بعد قطعها في مايو. واتهمت الخرطوم الرئيس التشادي إدريس ديبي بالضلوع في هجوم شنه متمردو دارفور على العاصمة السودانية في 11 مايو 2008.