
قال الرئيس "الإسرائيلي" شيمون بيريز إنه يمكن احتواء إيران مُسلحة نوويا، مقللا من جدوى الخيار العسكري ومشيرا إلى وجود خيارات أخرى للتعامل معها من بينها "التحالف". وتأتي تصريحات بيريز لتكشف التنسيق الخفي بين إيران و"إسرائيل".
وقلل بيريز من جدوى الخيار العسكري ضد إيران الذي طالما تحدث عن سياسيون "إسرائيليون"، لكن الولايات المتحدة سبق أن أكدت العام الماضي على لسان رئيسها السابق جورج بوش الإبن بأنها لن تسمح بأي تحرك عسكري ضد إيران.
وبهذه التصريحات يخرج يكشف بيريز عن حقيقة العلاقة بين إيران و"إسرائيل" ويخرج عن صف القادة "الإسرائيليين" الذين رفضوا تأييد فكرة حصول إيران على قنبلة نووية وألمحوا إلى شن ضربات وقائية للحيلولة دون حدوث ذلك.
وقال بيريس في حديثه للقناة العاشرة بالتلفزيون "الإسرائيلي": إن "مهاجمة المنشآت النووية ببساطة ليست هي كل شيء ونهاية كل شيء".
وعرض بيريز خيارات أخرى للتعامل مع إيران، قائلا: "هناك خيارات أخرى للغرب أو التحالف قد ينشأ". ورأى أن من بين الخيارات أيضا التهديد بتوجيه ضربة نووية لإيران إذا استخدمت سلاحا نوويا باتت على بعد خطوات من امتلاكه. وتابع: "أول شيء هو أن نقول للإيرانيين... إذا استخدمتم سلاحا نوويا .. أيا كان ضد من .. فأنكم ستتلقون ردا نوويا".
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلى إنتاج الطاقة النووية كوقود بديل. وهونت إيران من الضغوط الدبلوماسية العالمية الرامية إلى وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم وهي العملية التي يحتمل إن تستخدم في إنتاج قنبلة نووية.
وكان توسيع إيران لبرنامج صواريخها بعيدة المدى دليلا على اعتزامها امتلاك أسلحة نووية. وقال بيريس: "إذا كان (الإيرانيون) لا يرغبون في امتلاك سلاح نووي لماذا يحتاجون إلى صواريخ".
وأضاف: "يمكن مراقبة هذه الترسانة من الأسلحة كإجراء وقائي ضد هجوم نووي". وتابع: "يمكنك أن تدمر أجهزة الطرد المركزي (لتخصيب اليورانيوم) لكن لا يمكنك تدمير المعرفة ببناء أجهزة الطرد المركزي".
ويُعتقد أن إسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط لكن العديد من المحللين المستقلين يعتقدون أن قواتها التقليدية محدودة للغاية لتواجه إيران وحدها. ويرى مراقبون أن السلاح النووي الإيراني سيشكل خطرا بشكل أساسي على الدول العربية أكثر من "إسرائيل"، حيث أن لإيران أطماع في عدد من الدول العربية الإسلامية المجاورة لها والتي تسعى إلى نشر مذهبها الديني الشيعي فيها.