
تعتزم جدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أداء فريضة الحج هذا العام، نافية بذلك ادعاءات الكنيسة الإنجيلية في كينيا بارتدادها عن الإسلام وتنصرها. وتلقت سارة أوباما وابنها –عم الرئيس- دعوة من رجل أعمال عربي لاصطحابهما إلى الأراضي المقدسة خلال رحلة الحج.
وقال سمير النيل مستشار رجل الأعمال الإماراتي الدكتور سليمان الفهيم في تصريحات صحفية إن "الفهيم قام بزيارة إلى منزل الجدة الكائن في منطقة كوقيلو الكينية، حيث رحبت الجدة سارة، بالفكرة على أن يرافقها ابنها، عم الرئيس الأمريكي أوباما لتأدية فرائض الحج".
وأبدى الفهيم، الذي عُين سفيرًا للنوايا الحسنة في مركز "إمسام" المراقب الدولي الدائم في الأمم المتحدة، رغبته في اصطحاب الجدة البالغة من العمر 87 عاما فور علمه برغبتها في الحج.
ومن المتوقع أن تصل "ماما سارة" وابنها إلى دبي، للقاء الفهيم ومن ثم التوجه إلى مكة خلال موسم الحج هذا العام.
ومن جانبه، أكد السفير الكيني لدى الرياض أبو بكر أوغلو أن جدة الرئيس الأمريكي ستكون من حجاج هذا العام، وقال: "كما جرت العادة سأكون في استقبال بعثة الحج الكينية، وبالتالي سأكون في استقبال ماما سارة، وستلقى ترحيباً كبيراً، إذ تتمع بمكانة كبيرة في قلوب جميع الكينيين، كما هو الشأن بالنسبة لحفيدها الرئيس".
واستنكر اوغلو استغلال بعض الجهات لعدم تحدث جدة أوباما اللغة الإنجليزية، وتلفيق ادعاءات بأنها تنصرت. وتابع: "ذهب بعض الأشخاص إلى الادعاء على لسانها بأنها نصرانية الديانة، بينما نسب إليها آخرون عزمها التحوّل إلى المسيحية، لكن كل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، كون ماما سارة مسلمة متمسكة بدينها، وأرسلت العام الماضي اثنين من أبنائها لأداء مناسك الحج".
وعن إمكان استعانة كينيا بجدة الرئيس الأمريكي في أمور سياسية، قال أوغلو: "ماما سارة امرأة مسنّة ولا نفكر في استغلالها بأي شكل من الأشكال، إلا أننا لا ننكر أن صلة قرابتها بالرئيس الأمريكي في حد ذاتها تسويق جيد لكينيا، كما هو الأمر بالنسبة لحفيدها".
وفي ما يتعلق بنيّة بلاده منح الرئيس الأمريكي جواز سفر فخرياً، قال: "بالنسبة إلينا، كون باراك حسين أوباما ابن لمواطن كيني، فهذا يعني أنه أحد مواطنينا أيضاً، ويحق له ما يحق لجميع المواطنين، وقد عبّر أوباما خلال زيارته لكينيا عن حبه لموطن والده وأجداده، كما خصص في كتابه، فصلاً كاملاً تحدث فيه عن كينيا".
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن محاولة الكنيسة الإنجيلية تنصير الجدة سارة، وزعمت أن عائلتها تدخلت لمنعها من الذهاب إلى حفل التعميد.
وزعمت صحيفة كينية أن "قس الكنيسة توم أوبيا وصل إلى منزل الأم سارة لاصطحابها إلى مراسم التعميد، إلا أن أفراد العائلة أبلغوه أنها لن تغادر".
وأضافت الصحيفة: "أدعى القس توم أن الأم سارة تحوَّلت إلى النصرانية، والكنيسة كانت على استعدادٍ لتعميدها، لكن أسرتها دفعتها للتراجع". ورغم تدخل أفراد العائلة، إلا أن قساوسة الكنيسة لم يسلموا بالأمر الواقع وواصلوا ضغوطهم، وأقاموا بالفعل حفلا كبيرا في أحد الملاعب الرياضية بكينيا لتعميدها.
وانتقد مجلس الأئمة والوعاظ الإسلاميين مساعي الكنيسة بتنصير سارة مطالبا الحكومة بالتدخل لمنع أزمة دينية. وأكد المجلس أن محاولة الكنيسة إكراه الأم سارة أوباما عن التحول عن عقيدتها الإسلامية كان "خطأ كبيرًا".
وكانت سارة أوباما قد صرحت بأقوال متضاربة حول انتماءاتها الدينية. وقالت في إبريل 2007 لصحيفة نيويورك تايمز: "أؤمن بقوة في العقيدة الإسلامية". وبعد 11 شهرًا، عندما ثارت تكهنات عن أن باراك أوباما -المرشح للرئاسة آنذاك- ربما يكون مسلمًا سرًّا، أنكرت ذلك، وصرحت لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية بأنها مسيحية أيضًا. وعقَّبت: "في عالم اليوم، يتلقى الأطفال معتقدات دينية مختلفة من والديهم".
لكن عائلة سارة كلها مسلمة وتقول إنها تعرضت لمحاولات تنصير متعددة.