
أوقفت السلطات الأردنية أصحاب مراعٍ لتربية الخنازير في مدينة الكرك، وأمرتهم بقتل ودفن الخنازير، خوفا من تفشي وباء أنفلوانزا الخنازير. يأتي ذلك فيما قررت السلطات المصرية اليوم إعدام جميع الخنازير فيها تجنبا لخطر الوباء.
اتخذت لجنة وزارية إجراءات احترازية لمواجهة انتشار فيروس الخنازير الذي يُعتقد بأنه أودى بحياة 159 مسكيكيا وأدى إلى إصابة المئات داخل وخارج المكسيك.
وقال أقارب أصحاب مراعٍ لتربية الخنازير في مدينة الكرك (125 كيلو مترا جنوب العاصمة عمان) أن السلطات أوقفت ذويهم وأمرتهم بقتل قطعانهم كإجراء احترازي لمنع خطر تفشي المرض.
وأفاد صدام العمارين أحد أبناء مربي الخنازير أن عبد الكريم الرواجفة، مساعد محافظ الكرك، أمر "دون سابق إنذار" بتوقيف والده سمير العمارين وثلاثة آخرين من أصحاب المزارع، وهم عاطف وطارق العمارين ومأمون الزيادين. ثم أخلي سبيلهم بكفالة، كما طلب منهم التوقيع على تعهد بإخراج قطعان الخنازير وإغلاق مزارعهم. وأبقت السلطات على من رفض توقيع التعهد.
ويرفض أصحاب المزارع إنذارا رسميا بإغلاق المزارع وقتل قطعان الخنازير ثم دفنها، لأن ذلك سيسبب لهم خسائر مادية كبيرة، لن تقوم الحكومة بدفع تعويضات عنها.
وجميع المطلوبين من مربي الخنازير هم من المسيحيين، حيث يحرم الإسلام تربية الخنازير لأكلها. ويمثل المسيحيون 4% من إجمالي سكان الأردن البالغ عددهم 6 ملايين نسمة.
وقالت تقارير صحفية إن سبب اهتمام الأردن بإعدام الخنازير رغم عدم تقيد الحكومة بالشريعة الإسلامية التي تحرم هذه المراعي، هو ضغوط من جانب "إسرائيل". ويكثف كل من الأردن و"إسرائيل" المرتبطين بمعاهدة سلام منذ 15 عاما، التنسيق المشترك بينمهما لمواجهة احتمالات انتشار إنفلونزا الخنازير، خاصة بعد ظهور حالتين للإصابة في "إسرائيل".
لكن وزارة الصحة الأردنية أكدت خلو البلاد من إنفلونزا الخنازير، لكنّها اتخذت إجراءات احترازية لمواجهة انتشار الفيروس.
وشددت جانيت ميرزا، أمين عام وزارة الصحة، "على ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية، بما يكفل الحفاظ على أردن خال من المرض".
وتحدثت ميرزا عن تحذيرات صادرة عن منظمة الصحة العالمية بضرورة التحوط لاحتمالات انتشار إنفلونزا الخنازير في المنطقة.
وقرر الأردن تشكيل لجنة مصغرة، تنبثق عن اللجنة الوطنية للأوبئة والوقاية، لمتابعة الوضع الوبائي في العالم، على أن تبقى في حالة انعقاد دائم.
وفي مصر أيضا، تقرر إعدام جميع الخنازير تجنبا لخطر انتشار الفيروس، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وزير الصحة حاتم الجبلي قوله بعد اجتماع مع الرئيس محمد حسني مبارك: "تقرر البدء اعتبارا من اليوم في ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة فى مصر وبأقصى طاقة ممكنة للمذابح".
وأضاف أن ذبح الخنازير سيتم "بعد توقيع الكشف البيطري عليها للتأكد من خلوها من أي أمراض". وأوضح أن مصر ستكثف إنتاج الأقنعة الواقية من الأمراض الوبائية وستصل بالإنتاج إلى 100 مليون قناع.
وقال الوزير إن مصر اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية في مواجهة احتمال وصول العدوى إليها، لكنه أقر بأن "المشكلة تكمن في انتقال المرض عبر البشر وليس الخنازير".
وكانت مصر هي أشد الدول غير الآسيوية تضررا من مرض أنفلونزا الطيور الذي انتشر في عدة دول منذ نحو 4 أعوام. وشهدت البلاد زيادة حادة في حالات الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور في الأسابيع الماضية إذ بلغ عدد الإصابات في أبريل ثماني حالات وهو ما يعادل حالات الإصابة عام 2008 كله. ومات في مصر 26 مريضا بأنفلونزا الطيور.