أنت هنا

3 جمادى الأول 1430
المسلم- وكالات

تسعى بعض القبائل الصومالية إحياء ما كان يعرف سابقا باسم "المحاكم العشائرية" بهدف حماية السكان وفض النزاعات في مناطق نفوذهم. وواجهت الخطوة رفضا شديدا من جانب الحكومة الصومالية التي اعتبرت أن الأمن من مهماتها وأن وزارة العدل هي وحدها المنوط بها تشكيل المحاكم.

وجاء اقتراح تشكيل المحاكم العشائرية بسبب الفوضى التي تسود العاصمة الصومالية مقديشو وعجز الحكومة عن توفير الأمن فيها. ورأى بعض وجهاء العشائر أن مثل تلك المحاكم قد تكون حلا مؤقتا حيث ستعمل على غرار "المحاكم الإسلامية" التي تشكلت في عهد زعماء الحرب السابقين.

ومن جانبها، رفضت الحكومة الصومالية تشكيل محاكم لا تخضع لسلطتها. حيث أعلن وزير العدل الصومالي عبد الرحمن جنقو أنه لا ينبغي العودة في الوقت الراهن إلى المحاكم العشائرية، معتبرا أن هذه من مهمات وزارة العدل التي ستقوم بتشكيل المحاكم الرسمية. وأضاف أنه لا ينبغي مثل هذا في ظل حكومة تطبق الشريعة.

وكان هذا النوع من المحاكم سائدا في عهد زعماء الحرب، وكانت تنحصر مهمتها في فرض الأمن والبت في المسائل المعتعلقة بالعشيرة، كما كانت لها قوة أمنية ضاربة. وشكلت هذه المحاكم حلا للمشكلة الأمنية التي كانت قائمة حينها.

ثم اتحدت جميع المحاكم العشائرية في عام 2006 لتشكيل حركة "المحاكم الإسلامية" لمواجهة ما عرف في حينها بـ"مجلس السلم ومكافحة الإرهاب" الذي شكلته الحكومة المؤقتة بدعم من الولايات المتحدة. وتمكنت المحاكم في النصف الثاني من عام 2006 من السيطرة على معظم البلاد وحفظ الأمن، وتولت الحكم برئاسة شريف شيخ أحمد -الرئيس الحالي-، إلى أن أسقطتها قوات الاحتلال الإثيوبي بدعم من الولايات المتحدة.

ونقل موقع "الصومال اليوم" عن المحلل الصومالي عبدي يوسف في القاهرة قوله: "إن هذه الخطوة تظهر مدى يأس المواطنين من الحكومة الحالية وعدم ثقتهم بها في ظل تواصل الاغتيالات التي تشهدها العاصمة".

لكن عبدي استبعد أن تقوم "النسخ الجديدة من المحاكم العشائرية المزمع إنشاؤها بالوظيفة المناطة بها في وقت تحول معظم قادة النسخ القديمة من المحاكم إلى ما يشبه زعماء حرب يتصارعون على حطام البلد المنهك من احتراب أبنائه"، على حد قوله.

وميدانيا في بيداوة، اعتقلت إدارة حركة الشباب ثلاثة صحفيين ليل أمس الأحد وأمرت بإغلاق محطة إذاعة جوبا المحلية ووقف بثها على الهواء.

وقال الشيخ حسن درو، قائد القوات الإسلامية فى منطقتى باى وباكول فى وسط وجنوب الصومال: "اعتقلنا الصحفيين وأمرنا بإغلاق محطة جوبا الإذاعية لأنها تذيع تقارير كاذبة عن المنطقة".

وأغلقت الجماعة سابقا محطات إذاعية واعتقلت مراسلين محليين فى المناطق الخاضعة لسيطرتها فى جنوب ووسط الصومال، وأفرجت عنهم لاحقا.

وتخضع مدينة بيداوة (220 جنوب غرب مقديشو) لسيطرة حركة الشباب التي انشقت عن المحاكم الإسلامية وبدأت تقاتل قوات الاحتلال الإثيوبي، كما ترفض الاعتراف بالحكومة الصومالية الحالية حتى بعد انتخاب شريف رئيسا للصومال وإعلان البرلمان الصومالي تطبيق الشريعة الإسلامية.

وخلال العامين الماضيين لقى نحو 15 صحفيا مصرعهم فى جنوب ووسط الصومال لأسباب مجهولة، كما أصيب آخرون لدى تغطيتهم أخبار الحرب الأهلية الصومالية.