
اختطفت مجموعة مسلحة يعتقد بأنها على صلة بحزب الله الشيعي اللبناني أحوازيا من العرب السنة هو وعائلته من قلب العاصمة بيروت، وسلمتهم لسفارة طهران في لبنان، التي قامت بنقلهم إلى سوريا تمهيدا لترحيلهم على إيران.
ووفقًا لـ "المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية" فقد قام المسلحون باختطاف الأحوازي "علي هلالي مجد" وزوجته "فاطمة جامعي" بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي من أحد شوارع العاصمة اللبنانية بيروت. وقام المسلحون بنقل "مجد" وزوجته ـ اللذين كان برفقه ابنتهما هدى البالغة ست سنوات في مستشفى رفيق الحريري ببيروت لتلقي العلاج بسبب التهاب في القصبات الهوائية ـ إلى السفارة الإيرانية ببيروت، حيث اقتاد أحد المسؤولين بالسفارة الإيرانية ويدعى "حميد رضائي" زوجة "مجد" إلى المستشفى وأجبرها على إخراج ابنتها من المستشفى وإحضار بقية الأبناء وهما الطفل عمره عامان ونصف العام وطفلة لم يتجاوز عمرها الشهرين، وتم نقل الأسرة بالكامل إلى سوريا تمهيدًا لنقلها إلى طهران.
ويحظى المعارض "علي هلالي مجد" بحماية مكتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان التي كان قد وصلها في 12 يناير من العام 2007م قادمًا إليها من دمشق التي غادرها بعد أن شنت الأجهزة الأمنية السورية حملة اعتقالات في صفوف الأحوازيين السنة الهاربين من بطش السلطات الإيرانية.
ويذكر أن هذه العملية الإرهابية ليست الأولى من نوعها التي يرتكبها النظام الإيراني بحق المعارضين لسياساته العنصرية، فقد سبق له القيام بالعديد من عمليات الاغتيال والاعتقال ضد نشطاء سياسيين وحقوقيين، فقد اغتيل الناشط الإيراني في قضايا حقوق الإنسان الدكتور "كاظم رجوي" في تركيا، واغتيل آخر رئيس وزراء في عهد نظام الشاه في باريس، وكذلك الزعيم الكردي الدكتور "عبد الرحمن قاسملو" وثلاثة آخرون من رفاقه في فينا، وأمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني "فاضل شرفكندي" وثلاثة من مرافقيه في ألمانيا، واغتيل أمين عام الجبهة العربية لتحرير الأحواز "حسين ماضي" في مدينة العمارة بالعراق سنة 1992م، واغتيل عالم الدين الإسلامي البلوشي الشهير "مولوي عبد الملك ملا زاده" عام 1996م في باكستان.
ومن الجدير بالذكر أنه ومنذ أمسك شاه اسماعيل الصفوي (مؤسس الدولة الصفوية) بزمام الأمور في إيران واتخذ تبريز عاصمةًً لحكومته، وأعلن عقيدة الشيعية الأمامية مذهباََ رسمياََ لدولتها عام 907 ، بدأت أوضاع أهل السنة في ايران بالتدهور، ومورس عليهم الظلم، وعذبوا وشرّدوا و قتلوا.
ومنذ ذلك التأريخ وحتى اليوم لدى الشيعة في ايران السلطة الكاملة، وبـيدهم زمام الأمور في جميع نواحي الحياة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وفي المقابل ليس لأهل السنة أية سلطة أو مشاركة حقيقية في صنع القرار و إدارة البلاد، بل تمارس عليهم كل أنواع الظلم و التمييز، حتى إن طهران تكاد تكون تقريبا المدينة الوحيدة في العالم حاليا التي لا يوجد بها مسجد للسنة على الرغم من وجود عشرات الكنائس بل وحتى المعابد اليوذية بها.
وبسبب عدم وجود إحصائية دقيقة وعدم سماح السلطات الشيعية لأية جهة أو منظمة بالقيام بإحصائية للأقليات المذهبية والقومية في إيران، فإنه من الصعب تحديد عدد الذين ينتمون إلى أهل السنة و الجماعة في إيران. لكن على الرغم من كل ذلك (وفقا لموقع "سني أون لاين") فإن عددهم يقدر بأكثر من 18 مليون نسمة من إجمالي سكان إيران البالغ عددهم نحو 70 مليونا، وهذا العدد يعادل نسبة أكثر من 25% من سكان إيران.
ويشكل الأكراد نحو نصف أهل السنة في إيران، حيث يعيش في إيران أكثر من 8 ملايين من ابناء الشعب الكردي، ويأتي البلوش في المرتبة الثانية.