
أعلن مسؤول أمني إيراني كبير الأربعاء أن طهران مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة وأوروبا، ردا على العروض الغربية لاستئناف المحادثات حول الملف النووي الإيراني.
وجاء في بيان صادر عن مكتب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن إيران "إذ تجدد العرض الذي قدمته العام الماضي، تعلن استعدادها للحوار ولتفاعل بناء".
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن أمس أنه يريد مواصلة مساعي الحوار مع إيران، بالرغم من انتقادات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لإسرائيل خلال مؤتمر دولي الاثنين الماضي، وهو ما كانت الولايات المتحدة تعتبره في السابق خطا أحمر.
ويزور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بروكسل الخميس للمشاركة في المؤتمر الدولي للجهات المانحة للصومال الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وقال دبلوماسي أوروبي: "ليس من المقرر في الوقت الحاضر عقد اجتماع ثنائي" بين متكي والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا الذي يتولى الحوار مع إيران باسم الدول الكبرى.
وقال أوباما غداة خطاب نجاد الذي رآه البعض معاديا "لإسرائيل": للأسف هذا الخطاب ليس جديدا. إنه نوع الخطاب الذي تعودنا على انتظاره من جانب الرئيس أحمدي نجاد.
وتابع: عندما كنت أقول خلال الحملة (الانتخابية) وعندما كررت بعد الانتخابات أننا جادون عندما كنا نتحدث عن الحوار مع إيران، لم تساورني أي أوهام. وأضاف عقب محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي تطرق معه على الأرجح إلى هذه المسالة، قلت بوضوح شديد إنني أجد تصريحات كثيرة للرئيس أحمدي نجاد رهيبة وتستحق الاستنكار وخصوصا تلك الموجهة ضد "إسرائيل".
ومع ذلك لم يتطرق أوباما أو يلمح إلى احتمالية أن يؤثر ذلك على محادثات الملف النووي الإيراني.
وقد انتقد الرئيس الإيراني إنشاء الدولة اليهودية على الأراضي الفلسطينية في مؤتمر دوربان 2 المخصص لمناهضة العنصرية والتمييز
واعتبرت الولايات المتحدة أنها تطرح مسألة صوابية إقامة حوار مع إيران كما يريد أوباما بعد ثلاثين سنة من العداء، للتأكد بالدرجة الأولى من أن إيران لا تصنع القنبلة الذرية.
ويعتقد الكثير من المحللون العسكريون أن إيران باتت على مرمى حجر من الوصول لهدفها في امتلاك قنبلة نووية خاصة بعد أن استطاعت بالفعل تشغيل آخر مفاعلاتها وانتاج أكثر من 5 آلاف جهاز طرد نووي.
لكن إيران تصر على أنها لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية لكنها تريد استخدام الوقود النووي كمصدر بديل للطاقة ولتوليد الكهرباء.
وقال أوباما الثلاثاء سنستمر في مقاربتنا بالإقرار بضرورة انتهاج دبلوماسية مباشرة وحازمة بدون استبعاد جملة من الخيارات الأخرى.
ولفت أوباما إلى أن نجاد ليس سوى واحد من صناع القرار في بلد معقد جدا مع مراكز سلطة مختلفة، مشيرا إلى أن هذه السلطة هي في المرجع الأخير بين أيدي المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.