
سيطر عناصر حركة تطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات شمال غرب باكستان جزئيا على منطقة جديدة تقع على بعد 100 كيلو مترا فقط عن العاصمة إسلام آباد.
وقال ضباط في قوات الأمن المحلية، طلبوا عدم كشف أسمائهم، أن مئات المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية دخلوا قبل بضعة أيام منطقة بونر المحاذية لوادي سوات على مسافة 110 كلم من العاصمة الباكستانية، وسيطروا فيها على مبان رسمية ومقرات منظمات غير حكومية ومساجد.
وأضافوا أن المقاتلين أقاموا حواجز على الطرقات الرئيسة لتعزيز سيطرتهم. وتحظى الحركة التي تتبع طالبان باكستان على تأييد شعبي واسع كما لا ترى الأقليات الدينية غير الإسلامية أن تطبيق الشريعة سيضر بمصالحها.
وقال رشيد خان الموظف الكبير في الولاية الحدودية الشمالية الغربية: "قام طالبان القادمون من وادي سوات بتكثيف دورياتهم" في منطقة بونر؛ حيث "حظروا الموسيقى في وسائل النقل العام، وخربوا مكاتب منظمات غير حكومية وسرقوا آلياتها".
وكانت الحركة وقعت مع الحكومة اتفاقا في فبراير الماضي يقضي بتطبيق الشريعة في مقاطعة ملكند المجاورة التي تضم وادي سوات مقابل وقف هجمات الحركة ضد القوات الحكومية، مع احتفاظ الحركة المقاوِمة بسلاحها. وبدأ تطبيق الشريعة في الإقليم من خلال مجالس قضائية مختصة.
لكن الحركة تعهدت بالسعي إلى تطبيق شرع الله في جميع أنحاء البلاد بكافة الوسائل الممكنة.
ومن المستبعد أن تستطيع طالبان أن تسيطر على العاصمة أو أن تتولى زمام الحكم بشكل رسمي خاصة أن الحكومة الباكستانية تتمتع بالقوة وتحظى بدعم الدول الغربية، كما أن البلاد تقع على أعتاب احتلال وسيطرة أمريكية على المنطقة خاصةأفغانستان التي ينتشر بها أكثر من 70 ألف جندي ضمن قوات حلف شمال الأطلسي. وبإمكان الولايات المتحدة شن غارات جوية بانتظام داخل حدود باكستان انطلاقا من قواعدها العسكرية في أفغانستان.
وليس من المتوقع أن تسمح القوات الأمريكية -التي تلقى مقاومة صعبة من طالبان الأفغانية- لطالبان الباكستانية بالسيطرة على قيادة دولة نووية مثل باكستان.