أنت هنا

28 ربيع الثاني 1430
المسلم- متابعات

أجرى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقاء مع مجلس العموم البريطاني عبر شبكة فيديو مغلقة من العاصمة السورية دمشق، حيث بدأ بإجابة أسئلة للنواب البريطانيين متعلقة بفرص السلام في الشرق الأوسط ودور المقاومة الفلسطينية.

وقال مشعل في خطاب أمام مجلس العموم إن المدخل السبيل الأوحد لإحلال السلام في الشرق الأوسط هو الضغط على "إسرائيل"، معتبرا أن تجاهل القضية الفلسطينية وتركها دون حل "سيؤدي إلى انفجار الوضع في المنطقة".

ورأى مشعل أن هناك فرصة مواتية للسلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن الطريق الوحيد هو "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وامتلاك سيادته وتمكينه من دولة مثل كل شعوب العالم".

كما شدد مشعل على أهمية احترام الغرب لـ"حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي". وأوضح أن المقاومة لدى حماس هي "وسيلة وليست غاية"، قائلا: "لو وجدنا وسيلة لإنهاء الاحتلال غير المقاومة لاستخدمناها". وشدد على أن حماس "حركة تحرر وطني تسعى للتخلص من الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية وحقوقه المشروعة".

واعتبر أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بين أن التفوق العسكري "الإسرائيلي" لن يهزم الفلسطينيين، وأضاف: "إسرائيل أقوى منا، لكن القوة وحدها لا تحسم المعركة، وقد حاولت إسرائيل أن تحسم المعركة عسكريا أكثر من مرة لكنها فشلت".

وامتدح مشعل الدور الأوروبي فيما يتعلق بقضايا المنطقة، قائلا إن أوروبا "لاعب مهم" و"لها خبرة ومعرفة وتجربة لا يملكها الآخرون"، مؤكدا أن حركته تنتظر من الأوروبيين "دورا إيجابيا" في حل القضية الفلسطينية، وأن السياسة الخارجية الأميركية تجاه القضية "لم تتغير".

واتهم مشعل إسرائيل بإفشال مفاوضات التهدئة ومفاوضات صفقة تبادل الأسرى، مؤكدا أن التدخل الخارجي عطل الحوار والمصالحة الفلسطينية وعمق الانقسام.

وكانت عضو مجلس العموم البريطاني المستقلة كلير شورت قد دعت إلى هذا اللقاء. ويقول منظمو الحدث إن الاستماع إلى مشعل ضروري، معبرين عن أملهم في أن يؤدي ذلك إلى إقناع واشنطن والحكومات الأوروبية بمراجعة سياستها تجاه حماس. كما يؤكدون أن فتح حوار مع حماس قد يكون أمرا حيويا لتحقيق السلام.

وواجهت شورت -التي كانت وزيرة التنمية الخارجية السابقة في حكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والتي استقالت من الحكومة وحزب العمال عام 2003 احتجاجا على غزو العراق- انتقادات واسعة من دبلوماسيين "إسرائيليين" وسياسيين بريطانيين مؤيدين "لإسرائيل" بسبب دعوتها لمشعل مساء الثلاثاء. ونفذت المقابلة رغم معارضة الحكومتين البريطانية و"الإسرائيلية".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تعتقد أنه لن يكون لهذا الحدث أثر إيجابي، أما الحكومة "الإسرائيلية" فقالت إنه قد يمنح الشرعية لحركة حماس التي تعتبرها كل من "إسرائيل" وبريطانيا منظمة إرهابية.

وتشترط بريطانيا اعتراف حماس بالاحتلال "الإسرائيلي" والتخلي عن المقاومة والاعتراف بالاتفاقات غير الشرعية التي أبرمت في السابق بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح.

وقالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء إن

كما ذكرت وسائل إعلام "إسرائيلية" أن السفارة "الإسرائيلية" في العاصمة البريطانية سعت إلى إلغاء اللقاء عبر اللجوء إلى أعضاء مجلس العموم الموالين "لإسرائيل" لكن دون أن تنجح.