
حذر الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد يوم الأربعاء الولايات المتحدة من عواقب توجيه ضربة عسكرية لمواقع القراصنة في بلاده.
وقال في تصريحات صحفية عقب محادثات أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة إنه يعتقد أن مثل هذه الضربة لن يكون لها أي جدوى أو تأثير إيجابي على جهود مكافحة القرصنة.
وأضاف أن القراصنة يتسمون بطبيعة حذرة للغاية وتحركات سريعة بل إنهم ربما يستفيدون من ضربة كتلك في تعديل أساليبهم.
وتابع: "ننصح بعدم اللجوء لمثل هذه الخطوة وأن تركز ( الولايات المتحدة) على إيجاد الحل الشامل (للمشكلة الصومالية) خاصة أن مثل هذه الضربات قلما تصيب الهدف المنشود بدقة".
وأكد شريف أن المواجهة الحقيقية لمشكلة القرصنة تتطلب تدريب وتسليح الجيش الصومالي لينشر الأمن في ربوع البلاد.
وأضاف أحمد أن حكومته تبذل جهودا مكثفة لتعزيز الأمن وتحقيق الاستقرار وهو ما سيؤدي بالضرورة الى وضع حد لظاهرة القرصنة.
واحتجز القراصنة الصوماليون عدد كبير من السفن والحاويات والزوارق لدى مرورها في خليج عدن قبالة سواحل الصومال طالبين فدية مقابل الإفراج عنها. وتزايدت أعمال القرصنة مؤخرا خاصة مع غياب قوات صومالية قادرة على حماية المياه الإقليمية في غياب الأمن وانتشار الفوضى والمواجهات الدموية في البلاد.
وأرسلت عدة دول غربية على رأسها الولايات المتحدة أساطيل حربية بدعوى مكافحة القرصنة في الخليج، لكن المراقبون يرون أن هذه الدول تتخذ من القرصنة ذريعة للتدخل العسكري في القرن الإفريقي.
ويؤكد الخبراء المختصون أن أفضل طريقة لهزيمة القراصنة الذين قتل واعتقل عدد منهم خلال محاولاتهم خطف السفن هي أن يكون لدى الصومال حكومة مركزية فعالة قادرة على حفظ الأمن.
وانخفضت أعمال القرصنة بشكل ملحوظ قبالة السواحل الصومالية في الفترة التي تولت فيها المحاكم الإسلامية حكم البلاد وطبقت الشريعة الإسلامية في النصف الثاني من عام 2006، قبل أن تحتل القوات الإثيوبية الصومال بدعم أمريكي.
ويقول منظمو اجتماع للجهات المانحة يعقد في بروكسل يوم الخميس إن الحكومة الانتقالية في الصومال تحتاج إلى 165 مليون دولار خلال السنة المقبلة لبناء قواتها الأمنية.
وقال أحمد إن مبارك وعده بمساعدة الصومال في مجالات مختلفة وأن يبذل جهدا لدى دول عربية أخرى من أجل دعم الصومال. وأضاف أنه متخوف من أن يكون قراصنة يتلقون مساعدة من دول في المنطقة.
وجدد دعوته للشركات التي تتعرض سفنها للخطف بتجنب دفع فدية للقراصنة لأن دفع الفدية يشجعهم على مواصلة عملهم. وأشار إلى أنه يتوقع دعما كبيرا جدا من مؤتمر بروكسل، خاصة مع وجود إحساس دولي بضرورة أن تحل المشكلة الصومالية في إطار الحكومة الانتقالية الحالية.