
ذكرت تقارير صحفية أمريكية أن عناصر وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) عذبوا اثنين من المعتقلين بأسلوب الإيهام بالغرق 266 مرة. وفي رد فعله على ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يعتزم زيارة مقر الوكالة "لطمأنة" مسؤوليها وموظفيها بعد نشر تقارير داخلية عن التعذيب.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر الاثنين إن "سي آي إيه" عذبت المعتقل أبو زبيدة أكثر من 83 مرة مستخدمة أسلوب الإيهام بالغرق. وأشارت إلى أن مسؤولي الوكالة كانوا قد صرحوا عام 2007 بأن أبو زبيدة جرى تعذيبه بهذا الأسلوب فقط لمدة 35 ثانية قبل اعترافه بكل ما يعرفه.
ويتعارض ذلك مع تقارير الاستخبارات التي تشير إلى أن هذه الوسيلة استخدمت بشكل مخفف مع اثنين من المعتقلين.
وسبق أن قالت الـ"سي آي إيه" في تقرير لها عام 2005 إنها استخدمت أسلوب الإيهام بالغرق 183 مرة في مارس 2003 مع المعتقل خالد شيخ محمد المتهم بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001.
لكن الصحيفة أكدت نقلا عن أحد ملفات الخاصة بالوكالة محمد تعرض للتعذيب بهذه الطريقة 183 مرة.
ولم تعرف في السابق العدد الحقيقي وطبيعة أساليب التحقيق التي تتنتهجها الوكالة مع المحتجزين لديها. وكان مسؤولون في إدارة الرئيس أوباما قد وصفوا هذه الطريقة في التعذيب بأنه "تعذيب غير قانوني". وكان أوباما قد أصدرا قرارا في أول أسبوع من توليه منصبه بمنع التعذيب أثناء الاستجواب.
لكن أوباما قال في أعقاب نشر ملفات الـ"سي آي إيه" الداخلية إنه يعتزم زيارة مقر الوكالة لكي يطمئن العاملين بها.
وتأتي زيارة أوباما بعد صدور تعليقات من طرف الرئيس السابق للوكالة والتي انتقد فيها نشر الملفات معتبرا أنها ستقلل من قدرتها على تعقب "الإرهابيين".
وأمر أوباما الأسبوع الماضي بالكشف عن محتوى تلك الملفات، إلا أن موظفي الوكالة لن يقدموا للمحاكمة بسبب تعذيبهم للمعتقلين. وكشفت الملفات أن اثنين من المشتبه بصلتهم بتنظيم القاعدة تعرضوا للتعذيب عن طريق إيهامهم بالغرق 266 مرة.