أنت هنا

25 ربيع الثاني 1430
المسلم- وكالات

تقاطع عدة دول غربية مؤتمر مناهض للعنصرية يعقد الاثنين في دربان بجنوب إفريقيا برعاية الأمم المتحدة ويستمر خمسة أيام. وأعلنت كل من أستراليا وألمانيا اليوم انضمامهما إلى الولايات المتحدة وكندا و"إسرائيل" وهولاندا وإيطاليا في مقاطعة المؤتمر وقوفا في صف "إسرائيل" التي يدينها جدول أعمال المؤتمر بشكل غير مباشر.

وقال وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث في بيان صدر الأحد إن "أستراليا قررت عدم المشاركة في مؤتمر دربان"، معبرا عن "قلقه" من أن يجري استغلال المؤتمر كمنبر للآراء "المعادية للسامية".

وسبق أن نظمت الأمم المتحدة المؤتمر في جنيف للمساعدة في تضميد الجراح بعد الاجتماع السابق الذي عقد في دربان في جنوب إفريقيا عام 2001 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة و"إسرائيل" عندما حاولت الدول العربية توصيف الصهيونية بأنها عنصرية.

وأضاف سميث في بيانه إن "إعلان 2001 خص بالذكر إسرائيل والشرق الاوسط. وعبرت أستراليا عن بالغ قلقها إزاء هذا في ذلك الحين". وتابع: "لا يمكننا للأسف أن نكون على يقين من أن المؤتمر (المنعقد هذا الأسبوع) لن يُستغل مرة أخرى كمنبر للتعبير عن آراء عدائية بما في ذلك الآراء المعادية للسامية".

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في السابق رفضها المشاركة في هذا المؤترم لأسباب مشابهة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية السبت إن واشنطن ستقاطع المؤتمر مستندة إلى لغة محل اعتراض في مسودة إعلان الاجتماع.

وجاء الإعلان الأمريكي بعد تعرض إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضغوط شديدة من جانب "إسرائيل" لعدم الحضور.

ومن جانبها قالت كندا إنها لن تحضر المؤتمر بسبب مخاوف من تكرار "مهاجمة إسرائيل" كما حدث خلال المؤتمر الماضي.

أما الاتحاد الأوروبي فما زال يجري مداولات حول حضوره. لكن بريطانيا كانت أعلنت في وقت سابق عن اعتزامها حضور المؤتر.

يذكر أنه تم حذف أي إشارة إلى "إسرائيل" والصراع في الشرق الأوسط في مسودة إعلان المؤتمر، بينما تضمنت المسودة دعوة لمنع "تشويه صورة الأديان" في خطوة مدعومة من الدول العربية بعد الجدل الذي ثار عام 2006 بشأن الرسوم دنمركية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والأفلام المسئية التي تم انتاجها العام الماضي.

لكن الولايات المتحدة اتعتبرت أن هذه "التحسينات ليست كافية"، معتبرة أنه جرى استخدام "لغة مثيرة للاعتراض" في الوثيقة الختامية للاجتماع. وأدانت ما اسمته "توجه المعادي لإسرائيل وتحفظه على حرية التعبير".

وقال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "يبدو من المؤكد الآن أن بواعث القلق هذه التي لا تزال قائمة لن يتم معالجتها في الوثيقة التي سيتبناها المؤتمر. ولذلك فإن الولايات المتحدة وبكل أسف لن تشارك في المؤتمر".

ومن جانبها، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الأمريكية الولايات المتحدة إلى "الوقوف في صف ضحايا العنصرية" والمشاركة في مؤتمر "دوربان 2"، لكن المنظمة قالت إنها "تشاطر واشنطن مخاوفها" من إمكانية ان تستغل بعض الحكومات مؤتمر الأمم المتحدة بهدف "مهاجمة إسرائيل" أو الترويج للفكرة القائلة بأن حماية الأديان تأتي قبل حقوق الإنسان.