أنت هنا

24 ربيع الثاني 1430
المسلم- وكالة الأنباء التونسية

اشترى صهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي يشاع عنه التدين، 70% من أسهم مؤسسة دار الصباح للصحافة المكتوبة، متعهدا "بضمان استمراريتها، وتحسين إمكاناتها في البحث عن الحقيقة، والمساهمة في المناخ الديمقراطي المتحضر"، في تلك البلاد التي غالبا ما تفرض قيودا بوليسية على الإعلام والمعارضين.

وأصبح رجل الأعمال الشاب محمد فهد صخر الماطري صاحب غالبية أسهم دار الصباح المستقلة التي تصدر صحيفة الصباح واسعة الانتشار إلى جانب إصدارات أخرى هي "الأسبوعي" و"صباح الخير" و"لا تومب" الصادرة باللغة الفرنسية.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن الماطري قوله: "في هذا الظرف العالمي الذي تشهد فيه الصحافة المكتوبة تكتلات تدفعها للاستناد على مجموعات اقتصادية كبرى ضمانا لاستمراريتها، فإنني أوكد بكل وضوح على أن وجودي هنا يهدف إلي توفير الإمكانيات الضرورية لتحقيق الطموحات وضمان ديمومة المؤسسة".

وأضاف: إن "هدفنا المشترك هو البحث عن الحقيقة والمساهمة في المناخ الديمقراطي المتحضر في بلادنا وذلك بتعزيز التعددية الإعلامية عبر مجموعة أكثر صلابة قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي والتنوع، وأكثر انفتاحا على الشباب، تهتم بإشكاليات العصر، وأكثر انتشارا في جميع مناطق الجمهورية والبلدان المجاورة".

ويرأس الماطري مجموعة "برانسيس"، وكان قد بدأ نشاطه الإعلامي عبر تأسيس أول إذاعة دينية في تونس هي إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم عام 2007. كما ذكرت تقارير إعلامية أن الماطري يعتزم توسيع نشاطه الإعلامي عبر إطلاق قناة تلفزيونية دينية خاصة باسم الزيتونة.

وحصل الماطري الشهر الماضي على تصريح بإنشاء أول بنك إسلامي في تونس يعمل وفقا لقواعد الشريعة المتعلقة بالمعاملات المصرفية. ويحمل البنك أيضا اسم الزيتونة نسبة إلى جامع الزيتونة التاريخي الشهير في تونس.

يذكر أن الماطري يملك أيضا مجموعة مؤسسات ناشطة في قطاعات السيارات وصناعة الأدوية والصناعات الغذائية والعقارات والسياحة والنقل.

ويشتهر الماطري بتوجهاته الدينية رغم قربه من السلطة في بلد يقمع كل مظاهر الإسلام. وتقمع السلطات التونسية الحريات الدينية وتحارب كل مظاهر التدين، حيث تواجه الفتيات المحجبات اضطهادا واسعا من جانب السلطات، خاصة في المدارس والمؤسسات العامة. ويمتد الاضطهاد في أحيان كثيرة ليصل إلى الشوارع حيث تتعرض بعض المحجبات للاعتقال.

 

كما تقمع السلطات التونسية معارضيها من الإسلاميين وغير الإسلاميين، حيث يتعرضون للاعتقال والتنكيل في السجون التونسية سيئة السمعة. وتفرض السلطات قيودا واسعة على وسائل الإعلام وتعرقل نشاطات الصحف والمجلات التي يصدرها معارضوها.

ويرى مراقبون أن سماح الحكومة التونسية للماطري بإطلاق البنك الإسلامي وإذاعة القرآن الكريم إلى جانب الفضائية الدينية، كلها خطوات تهدف إلى تلميع صورتها خاصة بعد اتهامات عدة للحكومة بمناهضة جميع المظاهر الإسلامية في البلاد.

وكانت تونس قد دعت الشيخ القرضاوي والشيخ سلمان العودة إلى زيارتها في خطوة اعتبرت هي الأخرى محاولة للتخفيف من حدة هجوم مشايخ الأمة الإسلامية على النظام التونسي.