
أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المنتخبة، إسماعيل هنية، أن حركة حماس تحترم استقرار الدول العربية وسيادتها وأمنها، رافضًا الدور الذي تلعبة دولة الاحتلال الصهيوني في تضخيم قضية حزب الله مع مصر بهدف تشويه صورة المقاومة.
وأكد هنية اليوم في أول ظهور له منذ الحرب على غزة، أن التدخلات الخارجية تحول دون التوصل إلى اتفاقٍ يُفضي إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني، محذرًا في الوقت ذاته من محاولاتٍ صهيونيةٍ للوقيعة بين الدول العربية وحركات المقاومة في المنطقة.
وقال في تصريحات له عقب أول خطبة جمعةٍ يلقيها منذ "معركة الفرقان": "إننا نحترم استقرار الدول العربية وسيادتها وأمنها، لأن أمنها من أمننا، ولكن يجب احترام حركات المقاومة".
وطالب رئيس الوزراء الذي خطب الجمعة في المسجد الأبيض بمخيم الشاطئ في غزة بأن لا تؤثر قضية مصر و"حزب الله" على استمرار الدعم للشعب الفلسطيني وقطاع غزة على وجه الخصوص، لا سيما أنه أصبح ضرورة قصوى، مشددًا على ضرورة "ألا نتفرغ لبعضنا البعض".
ودعا إلى معالجة قضية "حزب الله" وبشكلٍ سريعٍ بالطرق السياسية والحوارية والدبلوماسية وطيِّ صفحتها، والانتباه إلى القضايا الكبرى التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى الذي يتعرض لهجمة كبرى، وكذلك الحصار والمعابر.
ومن جهتها، أعلنت كتائب "شهداء الأقصى" الذراع المسلح لحركة "فتح" الجمعة، قطع كافة العلاقات التي كانت تربطها بـ"حزب الله" اللبناني، مشيرة إلى أن هذا القرار يأتي تضامناً مع مصر.
وأكدت في رسالة وجهتها إلى محمود عباس، زعيم حركة "فتح"، أنها منذ الآن فقط "لن تكون أداة فلسطينية في يد غير فلسطينية، تعبث بالمصلحة الفلسطينية العليا وعلاقاتها العربية".
وجاء في الرسالة: "إن ما حدث من عبث واختراق للأمن القومي المصري من قبل حزب الله، والذي بدوره طلب منا موقف معلن ضد ما تتخذه مصر من إجراءات ضده، فرجحنا بذلك المصلحة الفلسطينية البعيدة عن أي تأثير خارجي والعلاقات الفلسطينية، وتحديداً العلاقة مع مصر الشقيقة، باعتبارها بوابة القضية الفلسطينية العادلة، فرفضنا اتخاذ أي موقف".
ويعتقد مراقبون أن الدافع وراء إعلان كتائب شهداء الأقصى في هذا الوقت بالذات قطع العلاقات مع حزب الله، يهدف إلى وضع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في حرج.
وتحاول "إسرائيل" إذكاء الصراع بين مصر وحزب الله، بهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية الشريفة في غزة.