أنت هنا

20 ربيع الثاني 1430
المسلم- وكالات

أعلن الرئيس التركي عبد الله جُل اليوم الأربعاء خلال زيارة له للمنامة أن تركيا تولي أهمية كبيرة للسلام في منطقة الخليج وتدعم وحدة واستقرار البحرين. وجاءت هذه التصريحات تعقيبا على الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البحرين وإيران في أعقاب تصريحات أطلقها مسؤولي طهران بتمس بسيادة البحرين.

وقال جُل في خطاب ألقاه أمام المجلس الوطني البحريني (البرلمان) أن "استقرار البحرين ووحدة أراضيها مهم بالنسبة لتركيا"، مذكرا بأن "تركيا كانت في مقدمة الدول التي اعترفت باستقلال البحرين والتي أعقبتها بإقامة العلاقات الدبلوماسية معها عام 1973".

وأضاف "دعمت تركيا دائما استقلال وسيادة ووحدة أراضي البحرين وستواصل تقديم هذا الدعم".

وبدت تصريحات جُل تعقيبا على الأزمة الدبلوماسية التي نشبت قبل شهور بين المنامة وطهران إثر تصريحات إيرانية عدائية قال فيها مسؤولين إيرانيون رفيعي المستوى أنهم يعتبرون البحرين إحدى الولايات الإيرانية. واعتبرت المنامة أن هذه التصريحات تمس استقلالها وسيادتها. فيما سارعت شخصيات في الحكومة الإيرانية إلى نفي ذلك تجنبا للأزمة.

وفي معرض إشارته إلى العلاقات الثنائية مع البحرين، قال جُل إن "البحرين وتركيا يرتبطان بعدد من الاتفاقيات الثنائية في مجال الصناعات الدفاعية والتعاون الأمني والتبادل التجاري والثقافي والسياحي".

وأضاف جُل الذي يعد أول رئيس دولة أجنبية يلقي خطابا أمام البرلمان البحريني: "يتعين علينا أن نقيم الطاقة الموجودة في هذه العلاقات وفي كافة المجالات وليس على الصعيد السياسي والإقتصادي بل على الصعيد الأمني والدفاعي".

وأضاف إن "التبادل التجاري بين أنقرة والمنامة ارتفع من 44 مليون دولار إلى 500 مليون دولار"، مشيرا إلى "إننا نستهدف أن نرفع هذا الرقم مع نهاية العام 2010 إلى مستوى مليار دولار وأكثر".

وعلى الصعيد الاقليمي، جدد جُل موقف تركيا الداعي إلى "حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني"، كما جدد موقف تركيا حيال العراق مشددا على "ضرورة المحافظة على استقلاله ووحدة أراضيه" وفق تعبيره.

وأكد جُل أن "ما جرى في غزة مزق قلوبنا جميعا"، مشددا على دعم تركيا "لحل الدولتين" معتبرا "أنه الحل الوحيد للنزاع العربي الإسرائيلي". وستدرك بالقول: "لكن هذا الحل لن يتم دون تماسك ووحدة الفلسطينيين".

واعتبر غول في خطابه أن العضوية التي تسعى إليها تركيا في الاتحاد الأوروبي "ستزيل كافة المخاوف في العالم الإسلامي.. وسيتم تمثيل رؤية العالم الإسلامي من قبل تركيا في الإتحاد الأوربي على أفضل شكل".

كما دعى جُل إلى إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، قائلا إنه "يجب أن يكون الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل".

"نحن نعيش أوقاتا تتزايد فيها الآمال أن تلقي الدبلوماسية متعددة الاطراف بثقلها مرة أخرى. لهذا أتعامل بمنتهى الجدية مع تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن نزع الأسلحة والبيان المشترك للرئيسين أوباما وميدفيديف في وقت سابق هذا الشهر".

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف تعهدا بالتوصل إلى اتفاق بحلول يوليو المقبل لخفض ترسانة بلديهما من الأسلحة النووية والعمل من أجل عالم خال من الأسلحة النووية وتنسيق السياسات إزاء إيران التي تسعى لتوسيع منشآتها النووية وكوريا الشمالية.

ودعا جول كافة دول الشرق الأوسط إلى التوقيع على الترتيبات الدولية الرامية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

وتعترف كل من بريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية بامتلاك أسلحة نووية. كما تمتلك إسرائيل ترسانة نووية لكنها تبقي الأمر غامضا.