
رجحت مصادر إعلامية أمريكية تخلي واشنطن عن مطالبتها طهران بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق لبدء حوار معها ، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة عن ترحيبها باستعداد إيران للعودة إلى المباحثات ذات الصلة ببرنامجها النووي.
فقد ذكر تقرير نشرته جريدة نيويورك تايمز الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفائها في أوروبا ينظرون في التخلي عن مطالبة إيران بوقف أنشطتها النووية كشرط للدخول في حوار حول برنامجها النووي.
ووفقا لما ورد في التقرير المذكور، سيتيح هذا التحول في الموقف السياسي أمام طهران مواصلة تخصيب اليورانيوم خلال فترة المحادثات، الأمر الذي يعد تغيرا جذريا عن موقف إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
وتقول الصحيفة الأميركية نقلا عن دبلوماسيين شاركوا في جلسات خاصة بالإستراتيجية الجديدة: إن الهدف من هذا التحول -الذي لا يزال قيد الدراسة- هو تشجيع إيران على دخول المحادثات بخصوص برنامجها النووي والتي كانت طهران قد رفضتها مسبقا بسبب تمسك الإدارة الأمريكية السابق بشرط وقف الأنشطة النووية.
بيد أن مسؤولا في إدارة الرئيس أوباما أكد للجريدة الأمريكية أن الأمر لم يتعد بعد "مستوى تبادل الأفكار والمقترحات" وأن شروط وبنود الاقتراح لا تزال قيد الدراسة والنقاش.
يشار إلى أن ممثلين عن الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني عقدوا في الثامن من الشهر الجاري في العاصمة البريطانية اجتماعا دعوا في ختامه القيادة الإيرانية لجولة جديدة من المباحثات النووية.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أوروبيين قولهم: إنه خلال الجولة الأوروبية الأخيرة للرئيس أوباما تم الاتفاق على أن إيران لن تقبل بوقف فوري لأنشطتها النووية كشرط لدخول المباحثات.
في هذه الأثناء رفض مسؤولون في الإدارة الأمريكية الإفصاح عن أي تفاصيل إضافية في المناقشات الجارية بشأن هذه المسألة.
وكانت الولايات المتحدة أعربت الاثنين عن ترحيبها باستعداد إيران لاستئناف المحادثات ذات الصلة ببرنامجها النووي مع الدول الست الكبرى التي تضم إلى جانب الولايات المتحدة كل من روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
ويثير انفتاح الإدارة الأمريكية الجديدة على طهران مخاوف الدول العربية التي ترى أن ذلك قد يكون على حساب أمنها القومي خصوصا مع تزايد النفوذ الإيراني في عدد من دول الجوار.