
تباينت ردود الأفعال حول قضية ما بات يعرف بـ"خلية حزب الله" في مصر. فقد شنت الصحف المصرية هجوما حادا على الحزب، فيما قال أهالي المعتقلين إن تصريحات نصر الله أمين عام الحزب ليست في صالح أبنائهم. وانتقد مسؤول إيراني ما أسماه "الضجة الإعلامية المفتعلة" ضد حزب الله معتبرا أنها تهدف للتأثير على الانتخابات اللبنانية.
وصعدت الصحف الرسمي المصرية حملتها ضد حزب الله وزعيمه نصر الله الذي وصفته إحادها بأنه "شيخ قرد".
وكتبت صحيفة الجمهورية في مقال لرئيس تحريرها محمد علي إبراهيم نشر على الصفحة الأولى تحت عنوان: "مجرم لا يعرف التوبة"، تقول: "لا نسمح لك يا شيخ قرد أن تسخر من رموزنا القضائية فأنت قاطع طريق ومجرم عريق قتلت أبناء بلدك لكننا لن نسمح لك أن تهدد أمن وسلامة مصر تحت أي مسمي وتحت أي ظرف وإذا اقتربت من سيادتها تحترق".
وأضاف: "أقول لك ما يعرفه المصريون جميعا وهو أنك حزب إيراني". وتساءل: "هل هناك تعليمات من إيران باستدراج مصر إلى تصعيد عسكري؟"
وغطت الصحف الرسمية عناوين أخرى مشابهة اعتلتها صورة بارزة لنصر الله. ووصفت صحيفة الأهرام الأكثر قراءة في مصر والتي تديرها الدولة أيضا -نقلا عن مصادر لم تسمها- من ألقي القبض عليهم بأنهم "خلية ارهابية"، كما وصفت نصر الله بأنه شريك في جريمة.
وكانت السلطات المصرية قد ألقت القبض الأربعاء الماضي على 49 رجلا قالت إنهم يرتبطون بحزب الله واتهمتهم بالتخطيط لهجمات في مصر وتهريب أسلحة المقاومة في قطاع غزة. وقال مصدر في النيابة العامة يوم الأحد إن خمسة مصريين وفلسطيني من بينهم اتهموا بالتخابر وحيازة أسلحة بدون ترخيص.
وقالت المصادر إن الرجال الستة اعترفوا بأن لهم اتصالات بحزب الله لكنهم أنكروا التهم الأخرى.
وقال مصدر آخر في النيابة العامة إن من بين الرجال التسعة والأربعين سودانيا وأن الشرطة ضبطت بحوزتهم متفجرات ومواد لصنع القنابل.
ورد نصر الله على إعلان مصر عن القبض على 49 بالقول إن أحد من ألقي القبض عليهم عضو في حزب الله وأن وما يصل إلى عشرة آخرين كانوا يحاولون إمداد المقاومة في قطاع غزة بمعدات عسكرية.
واعتبر أهالي المعتقلين المصريين أن تصريحات نصر الله ليست في صالح أبنائهم، بل تعرضهم لبطش السلطات المصرية، نافين أية علاقة لهم بالحزب.
وتشعر مصر ودول عربية سنية أخرى مثل السعودية بالقلق إزاء ما تقول إنه نفوذ إيراني متزايد في المنطقة. وقالت كل من القاهرة والرياض إن قوة إيران في المنطقة تزيد.
ومن جانبه، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في خطاب ألقاه بطهران اليوم الأحد أن ما أسماه "الضجة الإعلامية المفتعلة" ضد حزب الله اللبناني تهدف إلى التأثير علي الانتخابات التشريعية اللبنانية المقبلة.
وقال لاريجاني في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإيراني: "إن الحكومات المتهمة بالتعاون مع إسرائيل في الحرب التي شنتها على قطاع غزة، قامت بنشر هذه الدعاية في خطوة لإعادة ماء وجهها"، في إشارة إلى إغلاق مصر معبر رفح خلال الحرب ومنعها وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة.
وأضاف: أن "تخبط هؤلاء في هذه الضجة الإعلامية المفتعلة أظهر مدي التزام حزب الله بالمسؤولية تجاه الأخوه الفلسطينيين وحرصه على تقديم الدعم لهم".
ويحاول حزب الله الشيعي الذي يأتمر بأمر إيران الترويج لدوره في مساعدة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بعد انتقادات وجهت له بسبب إحجامه عن مساعدة المقاومة خلال الحرب الأخيرة عليه في يناير الماضي.
ولم يوجه حزب الله أيه ضربة إلى "إسرائيل" خلال تلك الحرب رغم قدرته العسكرية التي تتفوق بمراحل على قدرات المقاومة في غزة.
وكان النائب العام المصري قد أكد أن لديه معلومات تفيد بقيام قيادات حزب الله بدفع بعض كوادره إلى مصر بهدف استقطاب بعض العناصر لصالح التنظيم وإقناعهم بالانضمام إلى صفوفه، لتنفيذ ما يكلفون به من مهام تنظيمية تهدف القيام بعمليات عدائية داخل مصر. كما اتهمهم النائب العام بمحاولة نشر المذهب الشيعي في مصر.