أنت هنا

17 ربيع الثاني 1430
المسلم-صحف:

بعد زعم الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني حسن نصر الله بأن الخلية التابعة للحزب التي ضبطتها السلطات المصرية كانت تقدم دعما لوجستيا للمقاومة الفلسطينية قالت صحيفة عربية في افتتاحيتها اليوم إنه لو كان ذلك صادقا، فلماذا فوّت "حزب الله" فرصة لا تعوض، وهي فتح جبهة لبنان الجنوبية أثناء العدوان، بدلا من أن يلف عبر الأراضي المصرية لتقديم هذا الدعم، وكان بإمكانه تقديم الدعم اللوجستي للذين أطلقوا ـ أو حاولوا إطلاق ـ الصواريخ من جنوب لبنان، بدل اعتقالهم أو منعهم والمسارعة إلى نفي علاقته بهم.

 

وقالت صحيفة "القدس" الفلسطينية الصادرة اليوم إنه "من الواضح أن لحزب الله أهدافا أخرى، فهو يحاول أن يكون رأس الحربة ومخلب القط، في المساعي الإيرانية لخلق بؤر توتر ونزاعات في مواقع مختلفة من المنطقة، لتحقيق أهداف طهران في تخفيف الضغوط الغربية و"الاسرائيلية" عليها، بسبب برنامجها النووي.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن تأكيد نصر الله أنه كان يخطط لتقديم الدعم والمساندة للمقاومة في غزة، فيه أيضا محاولة لتوريط أطراف فلسطينية، وتحديدا حماس، في هذه القضية، باعتبارها "الطرف الآخر" في الموضوع الذي عليه أن يتلقى المساعدة، وهي في معظمها أسلحة كان سيتم تهريبها لتستلمها "حماس" ـ حسب أقوال نصر اللهـ ، وبذلك يكون الطرف الفلسطيني شريكا في هذا المخطط .

 

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من نفى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن يكون الحزب قد خطط لأية اعمال عدائية ضد أشخاص أو مواقع داخل مصر، وأنه كان يريد ويخطط فقط لتقديم الدعم والمساعدة إلى المقاومة في غزة، وتعزيز صمودها ضد العدوان "الاسرائيلي"، فإن في حديثه ما يثبت الاتهامات المصرية؛ فهو يعترف بأن اللبناني المعتقل هو عضو في الحزب، وأن بعض المعتقلين على الأقل لهم علاقة بالخلية المعتقلة، وينفي فقط علاقة "الأغلبية" وليس الكل بالموضوع. وأضافت الصحيفة الفلسطينية: "الأخطر من ذلك أن نصر الله يعترف بأنه كان يخطط لتقديم الدعم لغزة من فوق الأراضي المصرية، وبعيدا عن أجهزتها الرسمية، وفي هذا مخالفة كبيرة وتهمة واضحة باعتراف صريح".

 

ورأت الصحيفة أن هذه المواقف وحدها كافية لتوجيه الاتهامات وإثارة الشكوك حول الدور والصلاحيات التي يحاول "حزب الله" القيام بها، وبأية صفة يقوم بذلك ، وبأي وجه حق يسمح لنفسه بهذا التدخل السافر بالشؤون المصرية الداخلية.