
رفعت الحكومة الباكستانية مستوى التأهب الأمني في العاصمة إسلام آباد إلى أقصى درجاته، بعد تهديدات زعماء حركة "طالبان باكستان" بالزحف نحو العاصمة. ويأتي ذلك فيما قالت صحيفة بريطانية إن قوات الحركة باتت بالفعل على مشارف إسلام أباد حيث وصلوا إلى مناطق لا تبعد سوى 96 كيلومترا عنها.
وقال مستشار وزارة الداخلية رحمن ملك إن الحكومة عززت منذ أمس الجمعة إجراءاتها الأمنية حول مقرات الحكومة والبعثات الدبلوماسية وحتى المدارس الدولية وغيرها، وذلك تحسبا لقيام حركة "طالبان باكستان" باستهداف تلك الأماكن.
ومن جانبها، قالت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت إن أكثر من 100 من مقاتلي "طالبان باكستان" تحركوا إلى خارج منطقة سوات معقل الحركة، وتمركزوا في مناطق قريبة من العاصمة، حيث وصلوا إلى مناطق لا تبعد سوى 96 كيلومترا عن العاصمة إسلام آباد.
وربطت الصحيفة بين تحركات طالبان الأخيرة واتفاق السلام الذي أبرمته الحكومة الباكستانية في فبراير الماضي مع عناصر قريبة من الحركة، والذي يسمح بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في القضاء في إقليم وادي سوات.
واقتحم مقاتلو طالبان ست قرى واشتبكوا مع مليشيات القبائل المحلية في منطقة بانر، وهو ما دفع السلطات الباكستانية إلى وضع قواتها في حالة تأهب قصوى.
وقالت الصحيفة إن البعض يخشون من أن مقاتلي طالبان يهدفون من وراء تحركهم الأخير إلى قطع الطريق السريع الذي يمتد بين إسلام آباد وبيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي.
ونشرت وسائل الإعلام المحلية الباكستانية تقارير تحذر من موجة من الهجمات إثر التحركات الأخيرة لمقاتلي طالبان تجاه إسلام آباد.
ونسبت الصحيفة إلى أحد قياديي تنظيم القاعدة تصريحه الأسبوع الماضي بأن قوات طالبان لن تتوقف حتى تقوم باحتلال العاصمة إسلام آباد.
وتقاتل حركة "طالبان باكستان" من أجل مساعدة المقاومة الأفغانية التي تقودها حركة "طالبان" التي كانت تحكم أفغانستان في السابق إلى أن احتلت القوات الأمريكية البلاد عام 2001. وتدعم الحكومة الباكستانية قوات الاحتلال الأمريكي، كما تفتح أراضيها لخطوط إمداد قوات الاحتلال اللوجستية بما في ذلك الإمدادات الحربية، وهو ما يدفع مقاتلي طالبان باكستان إلى مقاتلة الحكومة الباكستانية وقطع خطوط إمداد الاحتلال والسيطرة العسكرية على مناطق واسعة في الأقاليم الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
وتشن طائرات الاحتلال هجمات ضد القبائل في المناطق الحدودية بدعوى استهداف قواعد المقاومة في باكستان.
وفي ظل التهديدات الأخيرة لـ"طالبان باكستان" بالسيطرة على إسلام أباد، قيدت السفارات الأجنبية في البلاد من تحركات موظفيها وأرسلت إشعارات تحذر فيها مواطنيها من هجمات محتملة ومماثلة لتلك التي شهدتها مومباي الهندية في نوفمبر الماضي.
وقال الناطق باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد لو فينتور إن السفارة "حذرت موظفيها من ارتياد المطاعم والفنادق ومراكز التسوق والأماكن العامة الأخرى" في البلاد.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه تم الاتفاق على تركيب بوابات خاصة للمدارس، ووضع كاميرات لمراقبة حركة المرور في نقاط الدخول والخروج لمباني المدارس في العاصمة.