
نقلت صحيفة "لوفيجاو" الفرنسية عن أحمد المتوكل وزير الخارجية الأفغاني السابق إبان حكم طالبان قوله إن حركته مستعدة للتفاوض من أجل إيجاد تسوية للأزمة الأفغانية ومقتنعة بوجود حلول أخرى غير الحل العسكري.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع المتوكل الذي يعيش حاليا في غرب العاصمة كابل تحت حراسة أمنية لصيقة. وقال في المقابلة إن عناصر الحركة أصبحوا مستعدين للحوار بعد أن اقتنعوا بأن الخيار العسكري هو أسوأ السبل لحسم الموقف في البلاد.
كما أعرب عن استعداده للعب دور في تلك المفاوضات والقيام بعمل إيجابي من أجل تحقيق السلام في أفغانستان، مشيرا إلى أنه يعرف أغلب قادة طالبان.
وترأس المتوكل المهمات الدبلوماسية في إدارة طالبان بين 1995 و2001، كما كان مستشارا مقربا من زعيم الحركة الملا عمر إلى أن احتل الجيش الأمريكي البلاد وأسقطوا حكومة طالبان.
وأكد المتوكل في المقابلة أن زملاؤه في الحركة تعلموا الشيء الكثير من تجاربهم واعترفوا بأخطائهم وربما أصبحوا مستعدين لتقاسم السلطة. كما أقر بأن أغلب الأفغانيين يدعمون مسلسل السلام، وثمن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه لا يمكن تحقيق النصر في أفغانستان بالوسائل العسكرية.
وبين أن المملكة العربية السعودية مستعدة لاستضافة أي حوار بشأن أفغانستان، لكن على المستوى العملي لم يقع أي شيء في ذلك الاتجاه حيث لم يتم تشكيل أي لجنة لبدء المفاوضات.
كما دعا الأطراف المعنية إلى عدم فرض شروط مسبقة على بدء المفاوضات بطرح القضايا السهلة وخلق جو من الثقة بمعالجة القضايا الوفاقية من قبيل المدارس والمستشفيات.
وعن القدرات العسكرية لطالبان قال المتوكل إن من الصعب تقديم معطيات دقيقة في الموضوع في ظل غياب إحصائيات، مشيرا إلى أن الأساليب القتالية للحركة متنوعة وأن عناصرها لا تعوزهم الأسلحة.
وسبق أن أعلن الرئيس الأفغاني الذي أتي به الاحتلال الأمريكي حامد قرضاي عن إعطائه الأمان للملا عمر وعن استعداده للحوار مع العناصر "المعتدلة" من طالبان. لكن زعماء الحركة رفضوا الدعوة مؤكدين على استمرارهم في مقاومة المحتل وكل من يواليه.
كما أعلن دبلوماسيون سعوديون أن الحكومة الأفغانية أجرت لقاءات عناصر من طالبان برعاية السعودية، لكن طالبان عادت لتنفي ذلك مؤكدة أن من التقى بهم المسؤولون الأفغان لا يمثلون الحركة.