أنت هنا

11 ربيع الثاني 1430
المسلم- وكالات

وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تركيا يوم الأحد في زيارة تعد إقرارا بدورها المتنامي على الساحة الدولية. وتأتي الزيارة بعد ساعات من دعوة أوباما لقبول الاتحاد الأوروبي لقبول تركيا كعضو كامل فيه، وهي الدعوة التي لاقت رفضا فوريا من فرنسا واستقبالا فاترا من ألمانيا.

وتشير زيارة أوباما لتركيا إلى رغبة واشنطن في الحصول على مساعدة أنقرة في حل مواجهات وصراعات مختلفة مثل الوضع في إيران وأفغانستان. كما تأتي الزيارة في ختام رحلة تستغرق ثمانية أيام وتعد أول نشاط له على الساحة الدولية في أعقاب مشاركته في قمة مجموعة العشرين التي انتهت صباح اليوم في لندن.

وفي أعقاب القمة حث أوباما الاتحاد الأوروبي على قبول انضمام تركيا عضوا كاملا في الاتحاد المؤلف من 27 دولة.

وقال أوباما الأحد أمام القمة: "ينبغي للولايات المتحدة وأوروبا التعامل مع المسلمين باعتبارهم أصدقاءنا وجيراننا وشركاءنا في مكافحة الظلم والتعصب والعنف وإقامة علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

وأضاف: "وسيكون المضي قدما نحو عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي علامة مهمة على التزامكم (الاتحاد الأوروبي) بهذا الهدف وسيضمن لنا أن نواصل ترسيخ ارتباط تركيا بأوروبا".

وتسعى تركيا منذ أمد طويل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتؤكد تصريحات أوباما التأييد الأمريكي لهذا الهدف.

وووجهت دعوة أوباما بفرض من جانب فرنسا على لسان رئيسها نيكولا ساركوزي الذي قال إن القرار بشأن انضمام تركيا أمر يخص الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مؤكدا معارضته لانضمامها.

وأضاف في تصريحات لتلفزيون (تي.إف.1) الفرنسي: "لقد عارضت هذا الانضمام دوما". وتابع: "وما زلت أعارضه وأعتقد أن بوسعي القول أن الأغلبية العظمى من الدول الأعضاء تشارك فرنسا موقفها".

وقال إن "تركيا دولة عظيمة وحليف لأوروبا وحليف للولايات المتحدة. وستظل شريكا مميزا"، لكنه أصر على أن موقفه "لم يتغير ولن يتغير".

ومن جانبها، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن من مصلحة الجميع بالتأكيد إقامة علاقات بين الاتحاد الأوروبي والعالم الإسلامي لكن عندما طلب منها التعليق على تصريحات أوباما مباشرة اكتفت بقولها: "من الواضح أن هناك آراء مختلفة".

وقالت ميركل إن شكل أي ارتباط في المستقبل بين تركيا والاتحاد الأوروبي ليس واضحا بعد مشيرة إلى احتمال منح تركيا وضع الشريك المميز الذي يقصر عن العضوية الفعلية وهو صيغة يؤيدها المحافظون في كل من فرنسا وألمانيا.

ورحبت المفوضية الاوروبية بتصريحات أوباما وهي المسؤولة بصفتها الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي عن المفاوضات مع تركيا. وقال رئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو "لقد بدأنا عملية التفاوض مع تركيا بشأن العضوية" متعمدا الإشارة إلى أن بنود التفاوض تشير نحو العضوية وليس نحو أي علاقات ذات مستوى أقل.

وقال رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني انه أيضا يساند تأييد أوباما لانضمام تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي قائلا للصحفيين انه واثق من أن العقبات التي تعرقل مفاوضات انقرة مع بروكسل حاليا يمكن تذليلها.

ويرى مراقبون أن الرفض الأوروبي للانضمام إلى تكتله ينبع من رغبة الدول الأعضاء التي تقودها أحزاب يمينية محافظة في الإبقاء على الاتحاد الأوروبي كنادٍ مسيحي، وهو الهدف الذي يتعارض مع القبول بعضوية دولة مسلمة كبيرة مثل تركيا حتى وإن كان دستورها مبني على العلمانية، وخاصة في وجود حكومة لها مرجعية إسلامية وتحظى بتأييد شعبي واسع مثل الحكومة التركية الحالية التي يقودها رجب طيب أردوغان.