
علقت صحيفة زمان التركية الأحد على النتائج الأولية للانتخابات المحلية في البلاد قائلة إنه في الوقت الذي تعتبر فيه هذه الانتخابات في الأجزاء الغربية من تركيا تصويت للثقة على حكومة حزب العدالة والتنمية ذي الخلفية الإسلامية، إلا أن هذه الانتخابات تعد في المناطق ذات الغالبية الكردية تصويتا بالثقة لحزب المجتمع الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني.
وقالت الصحيفة في نسختها الإنجليزية إن الانتخابات المحلية تعني أيضا نهاية إنكار وجود المسألة الكردية بما أن الأحزاب السياسية التي لا تعترف بوجودها لم يصبح لهم وجود فعلي في الانتخابات في المناطق ذات الغالبية الكردية.
ففي انتخابات اليوم، تقول الصحيفة، سيصوت أكراد المنطقة ليوضحون نوع الحل الذي يرغبون فيه: سواء أمن خلال خطوات باتجاه الديمقراطية كما يقترح "حزب العدالة والتنمية" أم من خلال التغيير الهيكلي الذي ينادي به "حزب المجتمع الديمقراطي".
ورأت الصحيفة أن انتخابات اليوم من المقرر أن تحدد طريقة التعامل مع الملف الكردي، إما ضمن أجندة "العدالة" أو "المجتمع"، خاصة وسط الجدل الثائر حول التطورات المتوقعة مثل اجتماع محتمل للأكراد في أربيل تحت رعاية حكومة كردستان المحلية في العراق.
فمن المتوقع أن يتجمع عدد من الأكراد من عدة دول في أربيل لمناقشة خارطة طريق لحل المشكلة الكردية بما فيها نزع سلاح حزب العمال الكردستاني الإرهابي. وقبيل هذا الاجتماع، سيكون لنتائج الانتخابات أثر محدد على دور حزب المجتمع الديمقراطي.
أما في المنطقة ذات الغالبية الكردية، فإن هذه الانتخابات المحلية ينظر إليها على أنها منافسة بين "حزب العدالة" و"حزب المجتمع"، حيث تقوم الحملة الدعائية لـ"العدالة" على الخدمات بينما يؤكد "المجتمع" على أن هذه الانتخابات تعتبر استفتاء على من سيمثل الأكراد. كما اعتمد حزب المجتمع على الترويج إلى أن الذين لا يصوتون له لا يمكن اعتبارهم أكراد.
وستظهر النتائج ما إذا كان أهالي المنطقة يفضلون "الخدمات" على "الانتماء العرقي السياسي" للأكراد.
وشهدت المناطق الكردية اشتباكات انتخابية أودت بحياة 4 أشخاص إلى جانب إصابة العشرات. وقالت المصادر إن رجلا قتل وأصيب 12 آخرون في قرية أكزيارت الصغيرة في محافظة سانليورفا في المنطقة الجنوبية الشرقية التي تسكنها غالبية من الأكراد، وذلك نتيجة اشتباك بين جماعات من أنصار المرشحين المتنافسين على منصب مختار القرية.
وقتل شخص وأصيب عشرة آخرون في قرية سيغيناك بالقرب من مدينة دياربكر الجنوبية الشرقية فيما قتل ثالث في بلدة كاغيزمان في محافظة كارس الشرقية، حسب المصادر.
كما أصيب 30 شخصا آخرون في اشتباكات متفرقة في مدينتي سروج واكتشكالي وكلاهما في محافظة سانليورفا إضافة إلى محافظة أغدير في المنطقة الشرقية وفي محافظة أفيون وسط الأناضول، حسب وكالة أنباء الأناضول.
وأظهرت النتائج الأولية تقدم حزب العدالة والتنمية بصفة عامة في الانتخابات، لكنه سجل تراجعا لأول مرة عن الانتخابات السابقة.