
كشفت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" الأربعاء أن رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتانياهو أبرم اتفاقا سريا مع حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد، لتوسيع مستوطنة معالي أدوميم في الضفة الغربية. يأتي ذلك في ظل حديث نتانياهو عن مواصلة محادثات السلام بين حكومته المرتقبة والسلطة الفلسطينية.
وأفادت الإذاعة نقلا عن مصدر مطلع أن المشروع لم يدرج رسميا في اتفاقات الائتلاف الحكومي التي أقرها حزب "الليكود" اليمين الذي يقوده نتانياهو مع "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيجدور ليبرمان.
وأضاف المصدر أن الاتفاق السري ينص على بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في منطقة تسمى القطاع أي بين معالي أدوميم وشمال القدس.
ويدين الفلسطينيون بشدة مشروع البناء في القطاع المذكور لأنه يمهد لفصل القدس عن الضفة الغربية، كما أنه يشطر الضفة إلى قسمين ما يعيق إنشاء دولة فلسطينية عليها.
واحتل الجيش "الإسرائيلي" القدس في يونيو 1967، وقسمت القدس إلى قسمين؛ شرقية للعرب وغربية "للإسرائيليين"، لكن "الإسرائليين" لم يستطيعوا جعلها عاصمة لما يسمى "دولة إسرائيل" بسبب مخاوف من ردة الفعل الإسلامية لوجود المسجد الأقصى. لكن الإجراءات الجديدة التي تتخذها "إسرائيل" لفصل القدس عن الضفة عن طريق بناء مستوطنات شرقي المدينة، ربما تزيد من مخاطر ضم القدس إلى الكيان الصهيوني واعتبارها عاصمة له.
ويعارض زعيم الليكود إقامة دولة فلسطينية، متذرعا بإعطاء الأولوية لتحسين الظروف الاقتصادية في الضفة الغربية المحتلة. سمح نتانياهو خلال توليه رئاسة الوزراء في الفترة من 1996 إلى 1999، بتوسيع كبير للمستوطنات "الإسرائيلية" في الضفة الغربية والذي يعد إحدى المشاكل الشائكة في النزاع "الإسرائيلي" الفلسطيني.
وكان رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت قد أعلن عام 2005 أن "إسرائيل" تعهدت للولايات المتحدة بتجميد مشروع بناء كبير كان يسعى إلى وصل معالي أدوميم (32 ألف نسمة) بالقدس. وينوي حزب كاديما (وسط) الذي يرأسه أولمرت المحافظة على سيطرة الاحتلال "الإسرائيلي" على كتل استيطانية على غرار معالي أدوميم في إطار حل دائم مع الفلسطينيين.
ويأتي الكشف عن هذا الاتفاق السري الذي يدمر آمال السلام، في الوقت الذي تعهد فيه نتانياهو بمواصلة محادثات السلام حال توليه مهامه.
وقال نتانياهو في مؤتمر في القدس إن "السلام ليس هو الهدف الأخير. إنه هدف مشترك ومستمر لكل الإسرائيليين والحكومات الإسرائيلية بما فيها حكومتي. وهذا يعني أنني سأتفاوض مع السلطة الفلسطينية من أجل السلام".
وأضاف نتانياهو: "أعتقد أن على الفلسطينيين أن يفهموا أنهم سيجدون في حكومتنا شريكا للسلام والأمن والتنمية السريعة للاقتصاد الفلسطيني".
وصار بإمكان نتانياهو تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن صوت نواب حزب العمل لصالح الانضمام إليها. وأصبح لدى نتانياهو تحالفا من 66 عضوا في البرلمان الذي يبلغ عدد أعضائه 120، من بينهم 27 من حزب "الليكود" و15 من حزب "إسرائيل بيتنا" المغالي في القومية، و11 من حزب "شاس" الديني المتطرف و13 من حزب "العمل" اليساري.
وفي الاتفاق الأخير بين نتانياهو وزعيم حزب العمل إيهود باراك على تشكيل الائتلاف، بقي موقفهما غير واضح بشان مسألة السلام وقالا إن الحكومة ستعمل على التوصل إلى اتفاق سلام إقليمي شامل. ولم يذكرا كلمة فلسطينيين كما لم يتطرقا إلى مسالة الدولة الفلسطينية.
وكان "إسرائيل كاتز" عضو حزب "الليكود" قد صرح بأن الحزب لن يتخلى عن الجولان أو القدس ولن يقبل بدولة فلسطينية.