أنت هنا

28 ربيع الأول 1430
المسلم/ متابعات/ المركز الفلسطيني للإعلام

انتهت المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة أم الفحم الفلسطينية بين الشرطة الصهيونية وسكان المدينة الذين خرجوا للاحتجاج على عزم متطرفين يهود التجمع في المدينة ورفع العلم "الصهيوني" عليها.

وأصيب العشرات من الفلسطينيين بحالات إغماء جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة "الإسرائيلية" بكثافة لتفريق المتظاهرين الذين كانوا قد احتشدوا عند مدخل المدينة للتصدي لعناصر من اليمين الصهيوني المتطرف ومنعهم من دخولها.

وذكرت مصادر صحفية أن المواجهات كانت الأعنف التي تشهدها مدينة أم الفحم منذ أكتوبر عام 2000، وأوضحت أن الشرطة "الإسرائيلية" انسحبت لمواقع خارج المدينة، بينما تفرق المتظاهرون الفلسطينيون من مداخل المدينة التي احتشدوا فيها منذ الصباح الباكر رافعين الأعلام الفلسطينية تحديا لمجموعات اليمين الصهيوني المتطرف.

وكانت الشرطة الصهيونية دفعت بنحو 2500 من أفرادها ومن عناصر الاستخبارات إلى مداخل أم الفحم.  

من جهته قال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين: إن الهجمة "الإسرائيلية" على الفلسطينيين لا تستهدف مواطني أم الفحم وحسب، بل هي جزء من مخطط كبير يرمي إلى تهجير كل الفلسطينيين خارج مدنهم وبلداتهم وقراهم. وأضاف أن ما يجري اليوم يذكر بما كان عام 48، مؤكداً أن الفلسطينيين لن يسمحوا بحدوث ذلك مهما كلفهم من تضحيات.

وحول الربط بين تلك الأحداث ووصول اليمين المتطرف إلى رئاسة الحكومة الصهيونية، أكد صلاح أن اليمين المتطرف بدأ منذ احتلال الأراضي الفلسطينية في عام 1948، وأن سياسة الاضطهاد واحدة والذي يختلف فقط هو الوجوه، مشيرًا إلى أن اللوبي الصهيوني المتطرف يواصل سياسة الاضطهاد والتمييز الديني والعمل على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم،  موضحًا أن اليمين المتطرف "يريد أرضًا بلا فلسطينيين".

وقال: "إن ما حدث في مدينة أم الفحم ليس جديدًا، حيث قام الاحتلال قبل أسابيع بارتكاب مجزرة في بلدة "شفا عمر"، وحاول ارتكاب مجزرة أخرى في كنيسة "البشارة" في مدينة الناصرة، بالإضافة إلى سياسة "الترانسفير" وهدم المنازل في القدس المحتلة، واليوم يبدأ ممارسة جديدة في "أم الفحم""، مشددًا على أن الهدف من تلك الممارسات واضح وهو تطبيق سياسة حمقاء لتهجير الفلسطينيين كمشهد عام 1948.

وأكد صلاح أن هناك متضامنين مع "أم الفحم" من كل المجتمع الفلسطيني في الداخل، الأمر الذي يثبت أن تلك الأحداث لا تخص "أم الفحم" وحدها، ولكنه موقف مصيري لكل أبناء المدن الفلسطينية في الداخل المحتل؛ حيث إن الاحتلال يريد تهجير المجتمع الفلسطيني في حيفا ويافا وشتى المدن الفلسطينية، وأن الجميع جاء ليدافع عن مصيره وبقائه ومستقبله ومحاولات تهجيره وانتهاك مقدس

كما أكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بفلسطين أن اعتقال الشيخ رائد صلاح ورفاقه بالأمس من قبل شرطة الاحتلال جاء ليقيد جهود الحركة الإسلامية وقيود الشيخ صلاح على وجه التحديد في التصدي لجرائم الاحتلال سواء في مدينة أم الفحم أو في القدس الشريف.

وأضاف الخطيب: إن استهداف مدينة أم الفحم هو استهداف لنشاط الحركة الإسلامية فيها، وباعتبارها مدينة لجميع أشكال العمل الوطني والإسلامي، ولها تاريخها الوطني البارز في الدفاع عن فلسطينيي الداخل، وتابع: "إن استهدافها هو استفزاز لكل الوسط العربي، وترسيخ لتصاعد الاعتداءات "الإسرائيلية" على فلسطينيي الداخل وخاصة في الآونة الأخيرة .