
قال محققون بالأمم المتحدة: إن "اسرائيل" انتهكت جملة من حقوق الإنسان خلال غزوها لغزة، من بينها تعمد استهداف المدنيين، واستخدام الأطفال دروعا بشرية، ودعوا إلى إنهاء عاجل للقيود التي يفرضها الكيان الصهيوني على الإمدادات الإنسانية لغزة.
ووردت الاتهامات في تقارير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، من ضمنها ما جاء في تقرير لراديكا كوماراسوامي، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة للأطفال والصراع المسلح، حيث أكدت أن الأهداف المدنية، وبخاصة المنازل وساكنيها كانت الأكثر تضررا من الهجمات، كما أن المدارس والمنشآت الطبية تضررت أيضا.
وزارت محامية حقوق الإنسان السريلانكية المنطقة في أوائل فبراير الماضي في أعقاب انتهاء العملية الهمجية الصهيونية التي استهدفت قطاع غزة لأكثر من ثلاثة أسابيع، وساقت سلسلة طويلة من الوقائع لدعم اتهاماتها.
واتهمت المبعوثة الأممية جيش الاحتلال بإطلاق النار على الأطفال الفلسطينيين، وهدم منزل فوق رأس امرأة وطفلها وهما أحياء. وقالت: "إن جنودا "اسرائيليين" قتلوا بالرصاص أبا بعدما أمروه بالخروج من منزله، ثم فتحوا النار في الغرفة التي كانت تحتمي بها بقية أسرته فأصابوا الأم وثلاثة إخوة، وقتلوا الرابع".
وأكد تقرير كوماراسوامي أن قوات الاحتلال استخدمت الأطفال درعاً بشرية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وتابعت: "وفي واقعة أخرى في 15 يناير بتل الهوى في جنوب غربي مدينة غزة أجبر جنود "إسرائيليون" فتى في الحادية عشرة من عمره على السير أمامهم لعدة ساعات فيما كانوا يجوبون البلدة حتى بعدما تعرضوا لإطلاق النار". وأضافت مبعوثة الأمم المتحدة "أن قوات الاحتلال استخدمت صبياً في الحادية عشرة من عمره درعاً بشرية خلال الحرب في قطاع غزة، حيث أمرت قوات الاحتلال الصبي بالسير أمام الجنود خلال اقتحامهم لحي تل الهوى والدخول إلى المباني للتأكد من خلوها من المتفجرات قبل أن يدخلها الجنود".
من جهتها، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن شهادات الجنود "الإسرائيليين" حول جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة تزداد يوماً بعد يوم، وجميعها تؤكد أن القيادة "الإسرائيلية" سمحت بقتل المدنيين الفلسطينيين، بل وأمرت بذلك في الغالب.
وأضافت أن شهادات الجنود تناقض تماماً أقوال القيادة "الإسرائيلية" التي ادعت أنها حاولت قدر الإمكان تجنب قتل مدنيين في غزة، فالجنود أكدوا أن قادتهم أمروهم في كثير من الأوقات بقتل كل شخص فلسطيني يظهر أمامهم حتى لو كان طفلا أو امرأة، مؤكدة أن شهادات الجنود تتطابق تماماً مع الأقوال الفلسطينية التي تقول إن قوات الاحتلال "الإسرائيلية" كانت تتعمد استهداف تجمعات السكان والمدنيين.
وأشارت الإندبندنت إلى أن شهادات الجنود تؤكد مستوى الانحدار الأخلاقي للجيش "الإسرائيلي"، موضحة أن جميع الصحف "الإسرائيلية" اتفقت على أن حرب غزة هي الخسارة الثانية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في غضون سنتين بعد الخسارة في جنوب لبنان في يوليو 2006.