
ظهر من وثيقة تم العثور عليها في غزة أن تعليمات الضباط "الإسرائيليين" لجنودهم أثناء العدوان الصهيوني الأخير شملت بشكل صريح أوامر بإطلاق النار على طواقم الإسعاف، وتلويث منازل الفلسطينيين بـ "البراز" وتدنيسها.
وكان جنود صهاينة قد اعترفوا خلال الأيام القليلة الماضية بأنهم أطلقوا النار على أطقم الإسعاف وعلى سيارات الصليب الأحمر في غزة، ولم يسمحوا للأطقم بتقديم الإسعاف الأولي أو نقل الجرحى أو حتى نقل الجثث إلى المستشفيات.
ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية أمس نص الوثيقة العسكرية التي تركها جنود الاحتلال في منزل الفلسطيني سامي دردونة في غزة بعد انتهاء عملية "الرصاص المصبوب"، تفضح ممارسات الجنود الذي شاركوا في الحملة.
ويقطن دردونة في منطقة الريس شرق جباليا التي تعرضت لدمار كبير خلفه الجنود "الإسرائيليون".
وتضمن الجزء العلوي من الوثيقة وهي عبارة عن ورقة مكتوبة بخط اليد، كتبها أحد الضباط "الإسرائيليين"، بعنوان "تقييم أوضاع" ويعود تاريخها إلى السادس عشر من يناير الماضي، معلومات بخصوص تقييم الوضع في أرض المعركة وموقف الطرف الآخر "حماس" من وقف إطلاق النار، أما الجزء السفلي فيوضح أوامر تسمح بإطلاق النار على سيارات الإسعاف وكذلك على أي شخص يقطع الطريق الرئيسي (شارع صلاح الدين) متوجهاً إلى الشرق.
وتتضمن الورقة تعليمات بإطلاق النار على طواقم الإنقاذ والإسعاف، وقتل كل من يمر في الشارع الرئيسي في غزة بغض النظر عن هويته أو جنسه أو جيله.
ويعتبر ما ورد في الورقة دليلا قاطعا على أن ضباط الجيش أصدروا تعليمات واضحة لجنودهم بفتح النار على طواقم الإسعاف والإنقاذ، وتعني أنها تعليمات تنقل بتراتبية قيادية.
وأكد ضابط احتياط في قوات الاحتلال استعانت به الصحيفة لتحليل ما هو مكتوب في الورقة أن "تعليمات إطلاق النار لا تأتي بمبادرة من ضابط وحدة أو سرية، بل توجيهات تأتي من القيادة العليا".
ويفصّل الضابط في البند الأخير في الورقة ويدعى "أعراف عملانية- ساعة القتال"، بعض الأمور التنظيمية، والبند الأخير من هذا الباب هو "تلويث المنازل" بالبراز.
ونقلت "هآرتس" عن جنود احتياط صهاينة القول إن المصطلح غير معروف لهم. إلا أن منازل كثيرة في غزة استخدمها جنود الاحتلال كثكنة عسكرية خلف الجنود خلفهم قذارة لا يمكن تحملها، ففي منزل العائلة المذكورة وجد أصحاب المنزل كل ملابس العائلة مكومة في مكان واحد وعليها براز.