أنت هنا

27 ربيع الأول 1430
المسلم- صحف

تعيد الحكومة البريطانية بلورة استراتيجيتها لما يسمى "مكافحة الإرهاب" هذا الأسبوع، قائلة إن البلاد ما زالت تواجه تهديدا شديدا من احتمال شن تنظيم القاعدة هجمات على أراضيها.

وسيكون التركيز في إطار الخطط الجديدة على مشاركة أكبر للمجتمع ومواجهة الذين يتحدون "القيم المشتركة" في بريطانيا فيما ستأخذ في الاعتبار التحول في تكتيكات تلك الجماعات مثل الهجمات على فنادق في مومباي في نوفمبر.

واعتبر تلفزيون بي.بي.سي. أن الإجراءات الجديدة تنطوى على المزيد من قمع الحريات الشخصية، وقال في تقرير له حول الموضوع: "هذا أمر لم يعد بوسعك أن تفعله خلف الأبواب المغلقة وبصورة سرية".

وكتب جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني في مقالة بصحيفة الاوبزرفر البريطانية يوم الأحد: "نعرف أن هناك نواة للقاعدة في شمال باكستان تحاول أن تنظم هجمات في بريطانيا". وأضاف: "ومع تغير التهديدات التي نواجهها تغيرا سريعا لايمكننا أن نفترض أن الطريقة الأساسية في عمل الأشياء ستكون كافية".

والاستراتيجية الجديدة هي تحديث لسياسة "كونتيست" التي وضعت في عام 2003 استنادا إلى أربعة مباديء هي "المنع والمتابعة والحماية والإعداد". وقالت وزيرة الداخلية جاكي سميث إن الوزراء سيكونوا أكثر انفتاحا فيما يتعلق بالخطوات التي ستتخذها الحكومة.

وتشمل السياسة تدريب نحو 60 ألف بريطاني عادي من حراس الأمن إلى أمناء المستودعات للتعامل مع أي حادث ورصد المشتبه بهم المحتملين في المناطق المستهدفة مثل المطارات والمحطات ومراكز التسوق.

وقالت سميث إنها تهدف أيضا إلى منع الناس من التحول إلى الإرهاب "بالارتقاء بالقيم المشتركة للديمقراطية والتسامح وحقوق الإنسان التي يؤمن بها الغالبية العظمي من الناس في هذا البلد".

ورحب المحافظون المعارضون بالخطط ولكنهم قالوا إن هناك مخاوف من أن الحكومة لا تقوم بما يكفي لمعالجة مشكلة الجماعات والأفراد الذين يغذون "الكراهية والتطرف" الكامنة خلف التهديدات الإرهابية.

وكانت بريطانيا التي ستنفق نحو 3.5 مليار جنيه إسترليني سنويا على الأمن بحلول عام 2011 هدفا لهجمات إسلاميين منذ انضمت إلى الولايات المتحدة في غزو أفغانستان والعراق.

وشهدت بريطانيا هجمات في يوليو 2005، حيث فجر 4 شباب مسلمين قنابل في شبكة النقل البريطانية وقتل 52 شخصا. وقال براون إنه خلال العامين الأخيرين تمت إدانة أكثر من 40 شخصا بالتخطيط لقتل بريطانيين.

وفي يناير قال جوناثان إيفانز رئيس وكالة المخابرات البريطانية إم.آي. 5 إن التهديد بهجوم فوري تراجع بسبب الملاحقات القانونية الناجحة. ولكن براون قال إن مستوى التهديد القومي ما زال عند ثاني أعلى درجاته وهي درجة "شديد" مما يعني أن احتمالات التعرض لهجوم عالية. وحذر إيفانز أنه ليس هناك مجال للإحساس بالرضا.