
تنطلق اليوم السبت الفعاليات الرسمية لاحتفالية (القدس عاصمة الثقافة العربية 2009) من قصر الـمؤتمرات في مدينة بيت لحم، إيذانا بانطلاقها من خمسة مواقع يربطها البث الفضائي، هي: القدس المحتلة وبيت لحم وغزة والناصرة ولبنان، بحضور عدد من وزراء الثقافة العرب.
وكانت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" قد تعهدت أمس بمنع أي نشاط فلسطيني بهذه الـمناسبة، وأعلنت أنها ستمنع أية فعالية تتعلق باحتفالية إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية؛ لأنها حسب مزاعمها "محاولة لإثبات السيادة الفلسطينية في القدس".
وأصدر ما يعرف بـ "وزير الأمن الداخلي" في الكيان الصهيوني آفي ديختر تعليماته إلى الشرطة بقمع أية محاولة للسلطة الفلسطينية لإقامة احتفالات؛ لـمناسبة إطلاق احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 في القدس والناصرة. ووقع ديختر على عدة أوامر تحظر إقامة هذه الاحتفالات.
وقال الـمتحدث باسم شرطة القدس شموليك بن روبي، أمس، لوكالة فرانس برس: "إن الشرطة ستعزز قواتها وتحشدها في القدس لـمنع أي نشاط أو محاولة مؤسسات أو منظمات إقامة أية فعالية" في الشطر الشرقي للـمدينة.
وكانت قوة كبيرة من الشرطة الاسرائيلية داهمت الخميس مكان انعقاد اجتماع الهيئة الشعبية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 في القدس، وسحبوا هويات اعضاء اللجنة التحضيرية، وصادروا جميع المستندات والوثائق المتعلقة بافتتاح الفعاليات.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستنشر اعتباراً من صبيحة اليوم قوات كبيرة من أفرادها في أحياء القدس الشرقية لـمنع إقامة أية فعاليات تتصل بأسبوع الثقافة العربية الذي أعلنته السلطة الفلسطينية تتويجاً لاختيار القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، مشددة على عزمها عدم السماح بإجراء هذه الفعاليات باعتبارها "تخالف القانون الذي يحظر على السلطة الفلسطينية ممارسة أي نشاط رسمي في القدس" كما زعمت.
من جهته، أعلن الـمجلس الإداري لاحتفالية القـدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 ، أمـس، عن جاهزيته لإطلاق فعاليات افتتاح الاحتفالية، اليوم، رغم معيقات الاحتلال. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الـمجلس، برئاسة د.رفيق الحسيني، قال فيه: "إن احتفالية القدس التي تستمر مدة عام هدفها تسليط الضوء على واقع القدس من خلال إبراز هويتها الثقافية والعربية، وكذلك قيمتها الدينية، وهي تحد كبير لإثبات وتثبيت هوية القدس تاريخياً وعربياً، وأيضاً ثقافياً وجغرافياً".
وأضاف: "سنعمل كمجلس إداري ولجنة وطنية عليا للقدس عاصمة الثقافة العربية هذا العام على التركيز على البنية التحتية الثقافية في القدس لتثبيت الثقافة العربية فيها، وسنعمل على دعم فعاليات ثقافية في القدس، أولا، إضافة إلى الضفة وغزة وداخل الخط الأخضر، وفي الشتات، وخاصة في سوريا والأردن ولبنان، وكافة العواصم العربية وبعض عواصم العالـم والدول الصديقة.
ومن الجدير بالذكر أن تجربة العواصم الثقافية العربية انطلقت في العام 1996، حيث أعلنت حينها القاهرة عاصمة الثقافة العربية، ومن ثم على التوالي: تونس، الشارقة، بيروت، الرياض، صنعاء، الخرطوم، مسقط، الجزائر، ودمشق.