أنت هنا

24 ربيع الأول 1430
المسلم/ صحف

وجهت صحيفة بريطانية في الذكرى السادسة لغزو العراق, نقدا لاذعا للحملات الدعائية التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا لإقناع الشعوب الغربية بأن الحرب على العراق حققت أهدافها.

وأكدت الصحيفة أن هذه المحاولات لاتعدو كونها محاولة لحفظ ما بقي من ماء الوجه وتجميل الوجه القبيح لهما أمام أفظع عمل إجرامي للغرب في العصور الحديثة.

وقالت صحيفة الجارديان: إن الحرب على العراق لا تلاقي ترحيبا ولا دعما عراقيا لها بل إن العراقيين أكدوا في استطلاعات الرأي الأخيرة أنهم غير راضين عن القوات البريطانية والأمريكية في بلدهم وأنهم يريدون خروجها من بلادهم بأسرع وقت ممكن.

وأضافت: إن الوقائع في العراق تظهر أن العراق ليس أفضل حالا بوجود القوات الأجنبية ، لافتة إلى أن السبب الوحيد الذي يجعل الرأي العام الغربي يشعر بانخفاض عدد القتلى من العراقيين أو من القوات الأجنبية هو التعتيم الإعلامي الذي تنتهجه القوات الأمريكية التي تخفي الأعداد الحقيقية للقتلى وتتستر عن عشرات الآلاف من المساجين الذين تحتجزهم دون محاكمة بينما لايزال هناك 4 ملايين لاجئ عراقي لايستطيعون العودة إلى بلدهم.

واتهمت الصحيفة الولايات المتحدة الأمريكية بأنها أول من بدأ باستغلال الدين والطائفة في العراق حيث قسمت الإدارات والمؤسسات الحكومية العراقية بشكل طائفي وبذلت الكثير من الجهود لإثارة النعرات الطائفية بين أطياف المجتمع العراقي.

وتابعت الصحيفة:" إن الولايات المتحدة استخدمت نظاما استعماريا قديما هو التقسيم الطائفي في العراق وأنها جلبت للعراقيين الكثير من الدمار و الحزن وجلبت لنفسها خسارة استراتيجية كبيرة على جميع الصعد العسكرية والاقتصادية والأخلاقية.

من جهتها, طالبت هيئة علماء المسلمين في العراق، الشعب بالالتفاف حول مقاومتهم المباركة، مؤكدةً أن المقاومة هي من أوصلت قوات الاحتلال إلى "الفرار من أرض الرباط".

وقالت الهيئة في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى السنوية السادسة على بدء العدوان الأمريكي على العراق: إن هذه الذكرى "تمر علينا مثقلة بهمومها وأوزارها، لكن فيها هذه المرة مستجدات، فقد سقط خلالها صنم الدولة الغازية الذي قاد حملة احتلال بلدنا، وفي عهده وعلى يد قواته ارتكبت أبشع مجازر الإبادة الجماعية على أرض العراق، الذي سطر أبناؤه أروع الملاحم في حرب العدو الغازي وإلحاق أفدح الخسائر البشرية والمادية به، وقد خلفه زعيم جديد، رفع في حملته الانتخابية شعار سحب القوات من العراق، وقد أعلن بعد فوزه بالرئاسة جدولا للانسحاب، ينبغي ألا يتراجع عنه".

وأضاف البيان: "جهاد شعب العراق لن يتوقف حتى ينجلي العدو عن الأرض، ويتسلم أبناء العراق البررة ملف إدارة شؤونه، وإصلاح ما أفسده العدوان".

وتابع البيان: إن "المرحلة القادمة تتطلب منا جميعا الاستعداد للمتغيرات، والتعامل الحكيم مع الطوارئ ،وهذا يستلزم إشاعة روح التفاهم والحوار بين القوى الوطنية المناهضة للاحتلال للاتفاق على صيغة يتم بها قيادة مرحلة ما بعد التحرير على نحو يرضي الجميع، ويحقق للشعب العراقي مصالحه العاجلة والآجلة".