أنت هنا

23 ربيع الأول 1430
المسلم- وكالات

عين الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء الجنرال سكوت جريشن مبعوثا خاصا إلى السودان. ورحب سفير السودان لدى الأمم المتحدة بالخطوة قائلا إن الخرطوم مستعدة لإجراء محادثات بناءة مع المبعوث الأمريكي، ومضيفا إنه يأمل أن تكون واشنطن مُستعدة للرد بالمثل.

ووقع اختيار أوباما على صديقه الشخصي جريشن لخبرة في المنطقة، فهو من مواليد الكونغو الديمقراطية وكان والداه يعملان في مجال التنصير في إفريقيا، وتربطه علاقات شخصية ومهنية مع زعماء كبار، كما يتحدث اللغة السواحلية بطلاقة.

وجريشن هو جنرال متقاعد بسلاح الجو نال أوسمة كثيرة وتربطه صداقة شخصية بالرئيس أوباما "الذي يصغي إليه جيدا" وسافر معه كثيرا خلال حملة انتخابات الرئاسة العام الماضي. وقال أوباما في بيان يعلن فيه تعيين جريشن: إن "السودان يمثل أولوية بالنسبة لهذه الإدارة وخصوصا في وقت تمس حاجته فيه إلى السلام والعدل... والأزمة الإنسانية هناك تجعل مهمتنا أكثر إلحاحا".

ويأتي قرار أوباما تعيين مبعوثا خاصا للسودان ضمن فريق يهتم بهذا الملف ويتكون من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جوزيف بايدن، لممارسة المزيد من الضغوط على الخرطوم، وبخاصة في ملف المنظمات الإنسانية في إقليم دارفور.

ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تعيين جريشن بأنه يأتي انعكاسا لقرار الرئيس السوداني عمر البشير بطرد جميع منظمات الإغاثة الأجنبية العاملة في الإقليم في غضون عام؛ وهو ما تقول منظمات إغاثية تابعة للأمم المتحدة والخارجية الأمريكية إنه قرار يهدد حياة 1.4 مليون شخص موجودين في مخيمات اللاجئين التي تعمل فيها هذه المنظمات، بينما تقول السودان إن هذه المنظمات تقوم بالتجسس على السودان وتعمل لصالح جهات دولية وخارجية.

وكرر أوباما اتهامات سابقة وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الحكومة السودانية، والتي حملتها فيها المسؤولية عن موت أي إنسان في دارفور بعد قرار الحكومة بمنع منظمات الإغاثة الدولية من العمل في السودان

وقال أوباما في بيان "لقد عملت عن كثب وبشكل مباشر مع الجنرال جريشن لعدة سنوات وسافرت معه إلى مخيمات للاجئين في تشاد تكتظ بمن نزحوا جراء الإبادة الجماعية في دارفور... وهو صديق شخصي قيم ويسعدني أنه قبل هذه المهمة".

وأضاف: "لقد افصحت عن نيتي العمل مع المجتمع الدولي لإنهاء المعاناة. هذا يعني دعم النشر الكامل وغير المقيد لقوة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة المشتركة لحفظ السلام والتفاوض على حل سياسي يعطي شعب دارفور صوتا مؤثرا".

ومن جانبه، رحب السفير السوداني لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم بتعيين مبعوث خاص للسودان، وقال في تصريحات لرويترز: "السودان يريد انخراطا بناء وتعاملات عادية مع الولايات المتحدة"، وأضاف: "نحن مستعدون للحوار والتعاون. نأمل أن ترد الولايات المتحدة بالمثل".