
قالت إدارة الشؤون الدينية التركية إنها تعمل على ترجمة القران الكريم إلى اللغة الكردية في إطار خطة تهدف إلى ترجمته إلى عدة لغات أخرى. ويأتي ذلك في مسعى أنقرة للاهتمام بالأقلية الكردية ودمجهم، داحضة الاتهامات الموجة لها خصوصا من جانب الاتحاد الأوروبي باضطهاد الأكراد.
وقال محمد جورميز نائب رئيس إدارة الشؤون الدينية في تصريحات لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء: "لم نرغب في استبعاد اللغة الكردية بينما نستعد لترجمة القران إلى لغات أخرى. تستخدم الكردية على نطاق واسع في تركيا".
ويسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لكسب ود الأكراد قبل الانتخابات المحلية المقررة في 29 مارس الجاري، ومن المرجح أن تلقى ترجمة رسمية للقران إلى الكردية ترحيبا كبيرا بين الأكراد.
ويقول الأكراد إنهم عانوا كثيرا من الاضطهاد في ظل الحكومات التركية المتعاقبة، حيث اعتبرت حكومات سابقة اللغة الكردية جزء من الدعاية الانفصالية. وخاضت أنقرة صراعا لعقود مع الانفصاليين الأكراد المدعومين من أكراد العراق في جنوب شرق البلاد مما أسفر عن مقتل 40 ألف شخص معظمهم من الأكراد.
لكن حكومة أردغان اهتمت بشكل ملحوظ بدمج الأقلية الكردية في المجتمع التركي، حيث أنشأت لأول مرة في تاريخ البلاد قناة حكومية ناطقة باللغة الكردية، كما صرح أردغان أكثر من مرة قائلا إنه لا يفرق بين المواطن التركي سواء كان كرديا أم لا، وقال في أحدى المرات: "لا فرق بين أخي التركي وأخي الكردي"، وهي الكلمة التي لاقت ترحيبا واسعا في الأوساط الكردية.
لكن في الوقت ذاته ترفض الحكومة التي يقودها أردغان أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار من جانب المليشيات الكردية المقاتلة في الجنوب، ويشن الجيش هجمات بشكل منظم على معاقل المتمردين الأكراد وأماكن إيوائهم في جبال شمال العراق.
وتأتي الخطوة الأخيرة لترجمة القرآن للكردية في إطار مجموعة من الإصلاحات التي تدحض ادعاءات الاتحاد الأوروبي بعنصرية تركيا. وتسعى تركيا إلى الفوز بعضوية الاتحاد الأوروبي، حيث وسعت الحقوق الثقافية والسياسية للأقلية الكردية.
ويوجد في تركيا ما بين 12 و14 مليون كردي من إجمالي عدد السكان البالغ 70 مليون نسمة ولكن استخدام اللغة الكردية ما زال محظورا في مجالات معينة مثل إلقاء الخطب السياسية والمراسلات الرسمية، وكلها من موروثات الحكومات العلمانية السابقة التي كانت تكرس العصبية القومية.