
وقع اشتباك عنيف، اليوم الثلاثاء، بين قوات الحكومة الفلبينية ومقاومين مسلمين ينتمون لجماعة "أبو سياف" يحتجزون ثلاثة من موظفي الصليب الأحمر رهائن، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود على الأقل وإصابة 19، ولم ترد أنباء عن مصير الرهائن المحتجزين في جزيرة جولو الجنوبية النائية منذ أكثر من شهرين.
وقال المتحدث العسكري باسم الجيش الفلبيني البريجادير جنرال جودينسيو بانجيلينان للصحفيين: إن القتال الذي اندلع بالقرب من بلدة "اندانان" في "جولو" لم يكن محاولة لإنقاذ الرهائن، وأضاف أن القتال بدأ عندما حاول الخاطفون كسر طوق عسكري حول المنطقة، وتابع: "لم ترد أنباء عن الرهائن. لكن أحدا لم يرهم، لذلك ربما كانوا بعيدين عن ساحة القتال.
وكان الرهائن -وهم السويسري اندرياس نوتر والايطالي ايوجينو فاجني والفلبينية ماري جان لاكابا- خطفوا في 15 من يناير الماضي بعد زيارة لسجن في جولو.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد قالت إن أحدث اتصال مع الرهائن تم يوم الأربعاء الماضي، وإنهم كانوا "يتسمون بالهدوء والتماسك".
وتطالب جماعة "أبو سياف" الإسلامية بانسحاب الجيش الفلبيني من مناطقها مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وتشن جماعات إسلامية مقاومة من بينها جماعة "أبو سياف" و"جبهة مورو الإسلامية للتحرير" التي تضم 12 ألف عنصر حملة مقاومة منذ 30 عاما لإقامة دولة إسلامية مستقلة في جنوب الفلبين.
ووافقت الجبهة على هدنة وبدء مفاوضات مع الحكومة الفلبينية عام 2003، لكن المحادثات توقفت في ديسمبر الماضي إثر خلاف حول الأراضي التي تطالب بها جبهة مورو.
وتوصلت الحكومة الفلبينية مع جبهة مورو الإسلامية إلى اتفاق يوسع المناطق التي يحكمها المسلمون في جزيرة "مينداناو" التي تتمتع بالحكم الذاتي، ويضيف إليها نحو 700 قرية، على أن يكون محل استفتاء خلال عام، لكن المحكمة الفلبينية العليا أوقفت توقيع الاتفاق استجابة لطعن قدمه سياسيون مسيحيون في مينداناو بحجة أن الحكومة لم تطلعهم مسبقاً على مضمونه.
وكان من المقرر أن يوقع ممثلو الحكومة الفلبينية و"جبهة مورو الإسلامية" الاتفاق، الذي استغرق التفاوض بشأنه عشر سنوات، في ماليزيا، قبل أن توقفه المحكمة، وما تلا ذلك من إعلان الحكومة الفلبينية أنها ألغت الاتفاق.