
افتتح اليوم الاثنين مقر السفارة اللبنانية في دمشق للمرة الأولى في تاريخ البلدين إيذانا ببداية العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ورفع القائم بأعمال السفارة اللبنانية رامي مرتضى العلم اللبناني فوق مقر السفارة في حي أبو رمانة الراقي في دمشق، دون أن تشهد المناسبة إلقاء كلمات للافتتاح.
وكانت السفارة السورية في بيروت قد فتحت أبوابها في ديسمبر الماضي، لكن دمشق لم تسم بعد سفيرا لها في لبنان، في حين التحق ثلاثة دبلوماسيين سوريين بالسفارة أعلاهم السكرتير الأول شوقي شماط.
ومن المقرر أن يلتحق السفير اللبناني المعين في سوريا ميشال الخوري بالسفارة فور إنهاء المراسم الوداعية الرسمية في قبرص حيث هو سفير حاليا.
وقال وليد المعلم وزير الخارجية السوري في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى الاثنين: سوريا رفعت العلم السوري على سفارتها ببيروت وإن شاء الله قريبا جدا سيتم تعيين سفير سوري في لبنان. وأضاف المعلم أن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد سيقوم بزيارة السفارة (اللبنانية) ولتحية القائم بالأعمال اللبناني والاحتفاء بوصوله.
من جهته قال موسى: "طالما رفعت الأعلام والعزم القائم على تبادل السفراء وترشيد العلاقات هذا بذاته هو المشروع الأفضل للعلاقات السورية اللبنانية".
وفي بيروت رحب النائب سعد الحريري أبرز أركان الأكثرية البرلمانية في لبنان بفتح السفارة اللبنانية في سوريا معتبرا أنها "بداية مسار دفعنا من أجله دما"، مشيرا إلى اتهاماته للحكومة السورية بالتورط في مقتل والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وسيطرتها السابقة على الأوضاع الأمنية في لبنان. وأكد أن المطلوب من سوريا التعامل بندية مع لبنان وعدم التدخل في شؤونه.
واعتبر الحريري أن مشكلة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا المستمرة منذ 50 عاما تكمن في أن سوريا لم تكن موافقة على وجود دبلوماسي لبناني في سوريا. وتابع: "اليوم رفع العلم اللبناني داخل سوريا على سفارة. لم يحصل ذلك مجانا. دفعنا دما وحصلت مواجهات من اجل ذلك، لتقام هذه العلاقات".
وتزامن افتتاح السفارة اللبنانية في سوريا مع الزيارة التي يقوم بها الرئيس ميشال سليمان الاثنين إلى باريس حيث يلتقي نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وكان الرئيس ساركوزي أعلن في يوليو الماضي أن لبنان وسوريا اتفقا على تبادل علاقات دبلوماسية وسفارات بين سوريا ولبنان، معتبرا أنه تقدم تاريخي.
ولم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان منذ مرحلة الانتداب البريطاني والفرنسي في الشام وقيام الدولتين بعد انهيار الخلافة العثمانية عام 1924.
وقد أصدر الرئيس السوري بشار الأسد في أكتوبر الماضي مرسوما يقضي بإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وفتح سفارة سورية في بيروت. كما مهدت القمة اللبنانية السورية التي عقدت في 13 أغسطس الماضي في دمشق بين الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان لهذه العلاقات، حيث أعلنت في خطوة تاريخية الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء بين البلدين للمرة الأولى منذ استقلال البلدين.
ووافقت الحكومة اللبنانية في 21 أغسطس على إقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا وفتح سفارة لبنانية في دمشق.
وتوترت العلاقات بين لبنان وسوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير 2005 وانسحاب القوات السورية من لبنان في إبريل من العام ذاته.