أنت هنا

20 ربيع الأول 1430
المسلم- وكالات

قال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس والنائب بالمجلس التشريعي بأن حماس لن توقع أي اتفاق مع حركة فتح إلا بتبييض سجونها في الضفة الغربية من المعتقلين السياسيين، مشيرا إلى أن الحركة تراوغ في ذلك الملف تارة بنفي وجود معتقلين وتارة بالوعد بالإفراج عنهم وأخرى بالقول إنه ليس من اختصاصها.

وجاءت تصريحات البردويل في لقاء سياسي نظمه المكتب الإعلامي لحماس بمحافظة شمال غزة الأحد، وحضره حشد كبير من المثقفين ووجهاء العائلات والعشائر. وقال البردويل إن حركة فتح كانت متناقضة فيما يتعلق بملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية. وأضاف: "لقد تفاجئنا بأن الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس قد أبلغ مدير المخابرات المصرية عمر سليمان بأنه لا يوجد أي معتقل سياسي في الضفة الغربية"، وعقب البردويل على ذلك قائلا: "فيا عجباً؛ أكثر من 400 معتقل من رؤساء البلديات وخيرة طلبة الجامعات والأطباء والمهندسين والمجالس المحلية كلهم أصبحوا جنائيين!!".

وبين أن حركته اتفقت مع فتح حول وقف الحملات الإعلامية والإفراج عن المعتقلين، "لكن للأسف الشديد كانت فتح بين أمرين متناقضين، مرة يقولون عندنا معتقلين سياسيين وسيخرجون خلال جولات الحوار، ومرة أخرى يقولون بأن هذا الملف خاص بحكومة سلام فياض ولا علاقة لتنظيم فتح بهذا الملف، ومرة يقولون بأننا سنبدأ بالإفراج عنهم تدريجيا، فأطلقوا سراح 38 وبعدها اعتقلوا 48".

وقال: "هذا لا يصح ولا نرض بهذه الخدع؛ فهذا أمر غير أخلاقي وغير وطني، ويجب أن يكون هناك حلا سريعا لهذه القضية".

وشدد البردويل على أن حماس لن ترضى بأي اتفاق دون الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية.

أما في قضية تشكيل اللجان الخمس، فبين أن حركته سمعت الكثير من المجاملات والحديث الجميل عن بعض الملفات، ولكنهم تفاجئوا بأنهم عندما يقتربون من القضايا الجوهرية والرئيسية يجدون الرفض ويجدون كلاما مخالفاً لما تم الاتفاق عليه في السابق.

وعن برنامج الحكومة القادمة قال البردويل: "لقد اختلفنا على برنامج الحكومة، هم يريدوننا أن نلتزم بما التزمت به منظمة التحرير، فقلنا لهم هذا برنامجكم وبرنامج أبو مازن وهذا هو محور الخلاف معكم... وأما البرنامج الذي اتفقنا عليه وكان حلا وسطا فهو وثيقة الحوار الوطني، واتفاق القاهرة 2005، واتفاق مكة المكرمة، والقانون الأساسي هو الذي يفصل بيننا". 

وأوضح أن فتح تريد حكومة الوحدة الفلسطينية أن تلتزم ببرنامج منظمة التحرير الذي لم يجلب لنا إلا الدمار وتهويد القدس ومضاعفة الاستيطان. وأضاف: "فبرنامج المنظمة الذي يريدوننا أن نلتزم به هو الذي أنتج مؤتمر أنابولس الذي يدعو لدول يهودية، وعدم عودة اللاجئين".

وتابع: هم يريدوننا "أن نلتزم ببرنامج المنظمة الذي دمر جنين وغزة على رؤوس ساكنيها ومن خلاله قتلوا عرفات، ويريدوننا أن نلتزم ببرنامج قد اعترف بأحقية (إسرائيل) على أرضنا، فمن خلال هذا البرنامج أيضا حولوا الوطن إلى حواجز وكانتونات وقتل يومي وقدس تهود وغزة محاصرة.. يريدوننا أن نعترف بخارطة الطريق التي رسمها بوش، فما علاقتنا بهذا البرنامج لنتخلى عن برنامجنا".

وفيما يتعلق بلجنة الأمن التي قيل أنها أحرزت تقدما في المشاورات الجارية بين الفصائل في القاهرة فكشف البردويل بأنه تم الاتفاق على تكوين ثلاث أجهزة أمنية وهي الأمن الداخلي والشرطة والأمن الوطني، وقد تم الاتفاق على وظيفتها من حماية للوطن والمواطن ومحاربة للفساد.

لكنه أشار إلى أن فتح قد رفضت التخلي عن قضية التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني معتبرةً أن التنسيق هو إنجاز وطني، فيما قال البردويل إن هذا التنسيق وصمة عار على جبين من يقوده، وأن هذه القضية هي محرمة شرعاً، وهي خيانة وطنية لا يمكن أن تقبلها حماس.