
قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن الملا عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية وافق على الدخول في مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية بوساطة سعودية من أجل إنهاء الصراع الذي بدأ في أعقاب الاحتلال الأمريكي للبلاد.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد إن الملا عمر أرسل ممثلين عنه شاركوا في مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية بكابول، حضرها وسطاء سعوديون، مضيفة إن الخطوة تهدف إلى إنهاء الصراع بين الجانبين. وذكرت الصحيفة أن السعودي عبد الله أنس الذي وصفته بأنه الصديق السابق لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة هو أحد وسطاء السلام.
وتحدث أنس من مقر إقامته في لندن إلى التايمز قائلا: "إن الملا عمر قد أعطى الضوء الأخضر للشروح في المفاوضات"، معتبرا تلك "خطوة كبيرة وكبيرة جدا. فلأول مرة يتحدث الطرفان لغة السلام وينحيان لغة الحرب والتهديد".
ورأى أنس أن السر في قبول الحركة للمفاوضات بعد رفضها السابق لذلك هو إدراك قيادة الحركة أنها "لن تسترد زمام الحكم الذي فقدته إلا بحمام دم؛ لذا فهي تؤثر طريق السلم الذي قد يحافظ على عناصرها". وبالرغم من أن "الوضع الميداني للحركة قوي" بحسب أنس، إلا أن "ذلك لا يعني أنها قادرة على السيطرة على الدولة، أو أن طريقها سيكون سهلا". وأوضح أن "طالبان على وعي تام بأن الوضع مختلف عما كان عليه في عام 1996، حينما تولت الحركة السلطة في أفغانستان".
ومن جانبه، قال قيوم قرضاي الذي يمثل شقيقه الرئيس الأفغاني في هذه المفاوضات للصحيفة: "لقد التقيت طالبان خلال الأيام الخمسة الماضية"، مؤكدا بذلك الأنباء عن موافقة الملا عمر على التفاوض.
يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون كانت قد أعلنت الأربعاء الماضي أنها لن تدعم جهدا محتملا للمصالحة مع الملا عمر. وصرح جيف موريل الناطق باسم الوزارة إن مبادرة من هذا القبيل قد تصدر عن الحكومة الأفغانية لكنه لا يظن أن أحدا "في هذه الوزارة يدعم فكرة المصالحة مع هذا النوع من الأشخاص الملطخة أيديهم بالدماء"، على حد تعبيره.
لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد اقترح في مقابلة سابقة أن تفتح الولايات المتحدة مباحثات مع من أسماهم "العناصر المعتدلة من حركة طالبان". كما سبق أن أكد نائب الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة تؤيد مد اليد إلى طالبان المعتدلين لإرساء السلام في البلاد وقال إن "ذلك يستحق المحاولة".
وقال بايدن "إننا ندعم تماما جهود الحكومة الأفغانية الرامية إلى المصالحة مع عناصر طالبان الذين يقبلون الإرادة الديمقراطية للشعب الأفغاني الذي انتخب تلك الحكومة". واعتبر أن على طالبان "على الأقل تحويل أسلحتهم عن هذه الحكومة وقواتنا هناك".
وينتشر في أفغانستان نحو 70 ألف جندي محتل ضمن قوتين إحداهما بقيادة أمريكية والأخرى بقيادة حلف شمال الأطلسي. لكن هذه القوات لا تستطيع السيطرة على الأوضاع الأمنية حيث باتت أكثر من 70% من الأراضي الأفغانية تحت سيطرة حركة طالبان المقاومة.
ويشير استطلاع للرأي أجرته الصنداي التايمز إلى أن 64% من المستطلع آراؤهم يفضلون خوض حوار مع الحركة الأفغانية وتعتقد نفس النسبة أن الحرب في أفغانستان خاسرة.