
اتهم الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة "حماس" والمتحدث باسم كتلتها البرلمانية حركة "فتح" بتعمد تعطيل الحوار الفلسطيني عبر الإصرار على أن تلتزم الحكومة المقبلة بالتزامات منظمة التحرير، معتبرا ذلك محاولة لجر الحركة إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني، والدخول في قضايا لم يثبت جدواها وفعاليتها، في حين أن المطلوب هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد أن موقف غالبية الفصائل الفلسطينية يتوافق مع موقف "حماس" من رفض الالتزام ببرنامج "منظمة التحرير الفلسطينية" باعتباره يقدم اعترافًا بالاحتلال دون أي مقابل.
وأشار إلى أن اعتراف "فتح" والمنظمة بالكيان الصهيوني لم يجلب إلا المصائب للشعب الفلسطيني، ولم يقابل من قبل الاحتلال سوى بزيادة الحواجز، وتكثيف الاستيطان، والاستهانة بحقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته.
وقال البردويل في تصريحٍ خاصٍ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم السبت إن: "الحوار ظل في الأيام الثلاثة الأولى يدور حول المبادئ العامة والأفكار وحسن النوايا، وكانت الأجواء إيجابية، وتم الاتفاق على جداول أعمال اللجان، وكذلك الحديث في قضايا متعددة". وأشار القيادي إلى أن القضايا الخلافية بدأت تبرز عندما بدأ الحديث في التفاصيل عن القضايا الجوهرية الرئيسية وهي الحكومة، والمنظمة، والأجهزة الأمنية، والانتخابات، فضلاً عن تفاقم مشكلة المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية.
وبخصوص لجنة الأجهزة الأمنية، قال البردويل أن حركة "فتح" تطرح معالجة وضع الأجهزة في قطاع غزة دون الضفة الغربية، كما أن هناك خلافًا جوهريًّا حول عقيدة هذه الأجهزة، فحركة "حماس" ومعها الكثير من الفصائل ترى أن تنطلق هذه العقيدة من الرؤية الوطنية وحماية المقاومة، بينما يتحدث الآخرون عن التزامات اتفاقات التسوية بما تعنيه من تنسيق أمني وتعاون مع العدو وملاحقة المقاومة وسلاحها.
وأشار البردويل إلى أن الوفود ستعمل اليوم (السبت) على استكمال محاولة تذليل العقبات الموجودة، ولكن في حال لم تنجح؛ ستعود اللجان إلى مرجعياتها من أجل المزيد من التشاور، إلا أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال فشل الحوار.
وكان فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد أكد أنه لا يمكن حسم عملية الحوار الذي يجري في القاهرة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى وجود عقبات رئيسية تعترض سير الحوار تحتاج إلى مزيدٍ من الوقت والجهد.
وأكد المتحدث باسم "حماس" أنه لا يمكن إتمام الحوار في ظل بقاء قضية المعتقلين السياسيين عالقة، متهما "فتح" باستخدام سياسة الباب الدوار في قضية المعتقلين، والسعي إلى توظيفها كورقة ضغط.
وأشار برهوم إلى أن اتفاق المصالحة يجب أن يتم إنجازه رزمة واحدة في القاهرة، مضيفًا أنه إذا تم إنجاز أربع لجان وبقيت لجنة عالقة؛ سيظل الوضع عالقًا دون إنجاز حقيقي؛ لأن اللجان الخمس مرتبطة ببعضها بعضًا.
وأكد القيادي في "حماس" أن حالة التفرق والتشظي التي أصابت الساحة العربية، تؤثر بشكلٍ سلبيٍّ كبيرٍ على القضية الفلسطينية.
وشدد على عمق العلاقة الاستراتيجية مع مصر، وقال إن مصر لديها أربعة ملفات ثقال حول القضية الفلسطينية لا يمكن لأحد تحملها، وهي: الحوار، والتهدئة، وصفقة الأسرى، وإعادة إعمار غزة.