أنت هنا

16 ربيع الأول 1430
المسلم- متابعات

رفض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الوساطة التي عرضتها تركيا لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يعتبر محاولة من رئيس الدولة الشيعية إقصاء أي دور لدولة سنية في العلاقات الدبلوماسية بين إيران وأمريكا اللتين تجمعهما مصالح مشتركة في المنطقة.

وقال نجاد للصحفيين عقب محادثات في طهران مع قادة قمة "إيكو" الاقتصادية اليوم الأربعاء، والتي حضرتها القيادة التركية: "لا حاجة للوساطة". وأضاف: "موقفنا واضح، لو كانت هناك عدالة واحترام فلن تكون هناك قضية في العالم".

وكان وزير الخارجية التركي علي بابا جان قد صرح الأحد الماضي عقب لقائه بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن تركيا تحاول حل الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران.

وفي الوقت الذي يبدو فيه ظاهريا أن العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الولايات المتحدة وإيران منقطعة تماما منذ 30 عاما إلا أن مصادر أمريكية سبق أن أشارت إلى وجود اجتماعات سرية وتنسيق على مستوى عال بين الإدارتين حيث تجمعهما مصالح مشتركة في الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بتقاسم النفوذ والثروات في العراق وأفغانستان.

وتتبادل كل من إيران وأمريكا اتهامات بشأن تقويض الأمن في العراق، والسيطرة على جماعات مسلحة وتمويلها. كما تسعى إيران إلى تدعيم وجودها في أفغانستان التي تعيش بها أقلية شيعية على الحدود الإيرانية، وهو ما تساعد الولايات المتحدة على تحقيقه من خلال دعوة طهران للمشاركة في مؤتمر دولي حول الأمن في أفغانستان الشهر الجاري.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قال في مقابلة مع صحيفة "ذي جارديان" البريطانية الشهر الماضي، إن طهران طلبت من أنقرة التدخل لحل الخلافات الإيرانية-الأميركية، حيث أشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين تقدموا بهذا الطلب في عهد الرئيس السابق جورج بوش، مؤكدا أنه نقل الرسالة الإيرانية إلى البيت الأبيض حينذاك.

وتصاعد نجم تركيا في الدبلوماسية الدولية منذ وساطتها في الصراع بين سوريا والاحتلال "الإسرائيلي" حول مرتفعات الجولان بالإضافة إلى دورها الكبير في مناصرة القضية الفلسطينية إبان الحرب "الإسرائيلية" الغاشمة على قطاع غزة في يناير الماضي والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 1330 فلسطيني وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين.

لكن موقف الرئيس الإيراني اليوم الرافض للوساطة التركية قد يفسر على أنه رفض لأي دور سني في العلاقات الأمريكية الإيرانية، خاصة وأن هذه العلاقات أسفرت عن تقاسم للنفوذ في العراق نتج عنه تهميش واضطهاد وإبعاد سياسي للسنة.

ويتواجد في طهران اليوم رؤساء كل من أفغانستان وباكستان وتركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، للمشاركة في القمة الاقتصادية. كما يشارك الرئيس العراقي جلال طالباني وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع كضيوف شرف في القمة.