
انسحب تشارلز فريمان المرشح لمنصب كبير المحللين في المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية من الترشح لهذا المنصب بعدما أغضب بعض أعضاء الكونجرس بتصريحاته المتعلقة باضطهاد "إسرائيل" للفلسطينيين.
وقال مكتب مدير الاستخبارات دينيس بلير في بيان أن تشارلز فريمان الذي اختاره رئيس مجلس المخابرات القومية طُلب منه عدم مواصلة الترشح. وأفاد البيان بأن بلير قبل قرار فريمان بأسى.
ومن جانبه، أكد فريمان في رسالة نشرت على الموقع الإلكتروني لمجلة السياسة الخارجية أن حملة "القذف والتشهير" التي تعرض بها بشأن سجل خدمته لن تتوقف بعد أن يشغل المنصب. وأعرب عن اعتقاده بأنه يتعرض لحملة تشويه لصورته وتشكيك في مصداقيته ستستمر لفترة، مضيفا أن ذلك لن يجعل المجلس الوطني للاستخبارات يمارس عمله بشكل فعال ورئيسه يتعرض لهجوم مستمر من "أناس لاضمير لهم".
ويختص المجلس الوطني للاستخبارات بإعداد تقييم عام وتحليل لتقارير جميع أجهزة الاستخبارات والأمن الأمريكية تجاه القضايا المختلفة. وهذه التقارير يعتمد عليها الرئيس وغيره من صناع القرار في صياغة سياسة الولايات المتحدة الخارجية والأمنية.
ورشح رئيس الاستخبارات بلير الشهر الماضي فريمان لشغل هذا المنصب الحساس مما أثار حفيظة اللوبي الإسرائيلي في الحزبين الرئيسيين بالولايات المتحدة الجمهوري والديمقراطي بسبب انتقاداته لسياسات "إسرائيل".
وقال تشارلز شومر عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك إن فريمان كان اختيارا خاطئا بسبب تصريحاته ضد "إسرائيل". أما الجمهوري بيت هويكسترا عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب فاعتبر أن هذه زلة أخرى في إطار سلسلة من الخطوات الخاطئة لإدارة الرئيس باراك أوباما.
وسبق أن دعا عدد من الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس إلى إجراء تحقيق مستقل في صلات فريمان بكل من الصين وإيران بسبب شغله منصب عضو في الهيئة الاستشارية الدولية لشركة النفط الصينية الحكومية. وكانت الشركة الصينية قد وقعت عقدا بقيمة 16 مليار دولار مع الحكومة الإيرانية عام 2007 لتطوير أحد حقول النفط الإيرانية.
كما طلب 12 نائبا جمهوريا من بينهم رئيس الأقلية الجمهورية جون بوهنر إجراء تحقيق حكومي حول وجود علاقة مالية أو شخصية أو عمل بين فريمان والسعودية التي خدم فيها سفيرا لبلاده خلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران.
ويقول الجمهوريون إن الأمير السعودي الوليد بن طلال قدم مليون دولار لمركز أبحاث سياسات الشرق الأوسط الذي كان يترأسه فريمان.
وكان المركز قد أصدر كتابا بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" جاء فيه انتقادات للتأييد الأمريكي غير المشروط "لإسرائيل" معتبرا أنه سبب في "حرص أمريكا على المصالح الأمنية لإسرائيل على حساب مصالحها الخاصة".