أنت هنا

15 ربيع الأول 1430
المسلم- متابعات

التئمت اليوم بالعاصمة السعودية الرياض قمة عربية مصغرة تأتي في إطار المصالحة بين الدول العربية، حيث شاركت فيها كل من مصر وسوريا والكويت، وتواردت أنباء عن أن قطر لم تحضرها .

وتأتي هذه القمة المصغرة للتمهيد لقمة عربية أخرى مقررة بعد نحو ثلاثة أسابيع، كما تعتبر امتداد لجهود المصالحة التي انطلقت في قمة اقتصادية انعقدت بالكويت يوم 19 يناير الماضي بعد يوم من انتهاء الحرب "الإسرائيلية" على غزة. وكان الموقف العربي المتبعثر من هذه الحرب هو مثار الخلاف والانقسام بين الدول العربية.

ووصل الرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض للقاء ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز. كما شارك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في تلك القمة التي تأتي تتويجا لسلسلة من الزيارات والاتصالات التي أجراها مسؤولون من هذه البلدان الآونة الأخيرة.

لكن القمة التي تهدف إلى رأب الصدع العربي، أحدثت بدورها صدعا جديدا؛ فقد نقل الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة القطرية عن مصادر مطلعة إنه لم يتم دعوة قطر إلى القمة بسبب تحفظات من مصر، وتأتي هذه التأكيدات خلافا لما تردد أخيرا عن احتمال مشاركة قطر في هذه القمة.

 

وقد سبقت القمة اتصالات مكثفة يوم الاثنين تمثلت في زيارة وفدين من الأردن والإمارات إلى سوريا، إضافة إلى زيارة أخرى قام بها إلى الرياض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات الوزير عمر سليمان.

وقبل ذلك بأيام زار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دمشق حاملا دعوة إلى الرئيس السوري من الملك عبد الله لزيارة المملكة نقلها إليه. كما زار رئيس الدبلوماسية السعودية السبت الماضي القاهرة حاملا رسالة إلى الرئيس مبارك.

وصرح الرئيس مبارك بأن مصر تتطلع لإنهاء الانقسام على الساحة العربية رغم "المخططات التي تأتي من خارج المنطقة العربية لعرقلة المصالحة"، في إشارة إلى إيران. وأكد أن القاهرة تجاوبت مع دعوة المصالحة التي أطلقها الملك عبد الله خلال قمة الكويت الأخيرة.

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن قمة الرياض تعبر عن رغبة قادة الدول المشاركة فى تنقية الأجواء العربية واستكمال ما بدأ في القمة الاقتصادية بالكويت من عمل لتحقيق المصالحة والتمهيد لقمة عربية ناجحة في الدوحة نهاية الشهر الجاري. لكنه لم يتحدث عن استثناء قطر من القمة.

ومن المنتظر أن تعقد قمة عربية موسعة في الدوحة يوم 30 مارس الجاري.

ووفقا للبيان الرسمي الصادر بعد الاجتماع "يعتبر القادة أن اجتماعهم يمثل بداية لمرحلة جديدة في العلاقات تسعى فيها الدول الأربع لخدمة القضايا العربية بالتعاون فيما بينهم والعمل الجاد والمتواصل لما فيه خير الدول العربية والاتفاق على منهج موحد للسياسات العربية في مواجهة القضايا الاساسية التي تواجه الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".