
كشف الدكتور ناصر بن سليمان العمر عن أن وفداً للوساطة بين الفصائل الإسلامية في الصومال قد حقق بعض النجاح في مساعيه لرأب الصدع في الصومال وحقن الدماء المسلمة هناك.
وأوضح الشيخ العمر في تعليقه على الأحداث المستجدة بالعالم الإسلامي إثر إلقائه درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالعاصمة السعودية الأحد أن الوفد الإسلامي الذي يضم خمسة من العلماء والشيوخ والدعاة من عدة دول إسلامية، لم يزل يواصل جهوده بين مناصري الرئيس الصومالي شيخ شريف والعلماء والحزب الإسلامي وشباب المجاهدين (وجناح الشيخ حسن أويس في المحاكم الإسلامية)، وبشر فضيلته بتحقيق بعض النجاح في هذا الخصوص.
ونبه المشرف العام على موقع "المسلم" إلى أن "الإشعار بأننا ضعفاء أمام الرافضة" وخططهم، وصدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير في وقت "يفعل فيه اليهود ما يريدون وتعوق إجراءات محاكمات مجرمي حربهم"، وما جسده هذا القرار من "صفعة للأنظمة العربية"، هو نتيجة طبيعية لحالة الرعب التي قذفت في قلوب كثير من المسلمين بسبب ترك الجهاد، مستدلاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".
واستدرك فضيلته قائلاً بأن الجهاد الذي يعنيه هو الجهاد الحقيقي، في ميادين الجهاد الحقيقية كما في فلسطين وأفغانستان والعراق وغيرهم، لا تلك التي تحدث في بلداننا العربية والإسلامية، الذي لفت إلى أنه يحذر منه "قناعة وديناً لا محاباة أو مجاملة لأحد".
واعتبر د.العمر أن صدور قرار بتوقيف البشير ما هو إلا محاولة لنهب ثروات السودان من نفط ومعادن وغيرها.
ولفت إلى أن بعض الناس "يريدون من المشايخ والعلماء أن يفعلوا المستحيل" مذكراً بقول موسى عليه السلام لما بذل المجهود وصدع بالحق في سنوات التيه التي مات فيها: "قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ " [سورة المائدة : 25]، وأنه لم يكن ليملك في وسعه أكثر من هذا.
ونوه بجهود العلماء والدعاة في الإصلاح بقدر وسعهم، مشيراً إلى لقاءات عقدت على هامش مؤتمر اسطنبول (غزة النصر)، مع علماء ودعاة صوماليين أفضى إلى تشكيل وفد الوساطة بين الفصائل الصومالية، وإلى نصائح وجهت إلى المقاومة الفلسطينية "في حدود الممكن" بالانتباه إلى من يريد أن يختطف منهم النصر، لاسيما من قوى شيعية.
ونقل فضيلته عن فلسطينيين قولهم "إن المؤامرة قد زادت عليهم أكثر مما سبق"، منوهاً إلى حقيقة أن بني إسرائيل، خلال حديثه عن تيههم أربعين سنة، قد تشتتوا فيه بسبب أنهم "قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" [سورة المائدة : 25]، مع أنهم لم يمنعوا من أراد القتال في فلسطين، واكتفوا بإعراضهم عن ذلك، مذكراً بالحالة العربية الراهنة مع "إسرائيل".
وحذر ـ في معرض شرحه لحادثة التيه لبني إسرائيل ـ من فساد بعض طباع المسلمين الآن بسبب ما أسماه بـ"الاستعباد وتسلط الأعداء"، مستشهداً بحديث بعض المفكرين عن ثبات اثنين من السبعين المختارين مع موسى وهارون عليهما السلام، وأن الاستعباد الذي رزح تحت نيره بنو إسرائيل قد أفضى بهم إلى فساد الطباع، وحدّث فضيلته عن بعض من زاروا بلاداً إفريقية لم يزل بها رقيق، أن بعضهم يفضل العبودية على التحرر والانعتاق بسبب إلفه لتلك الحياة.
وفي الصعيد الداخلي، حذر الشيخ العمر من تكرار الأخطاء التي وقعت في معرض الرياض للعام الماضي، مشيراً إلى حدوث خروقات هذا العام ممثلة فيما دعاه بـ"تطبيع الاختلاط وتقنين الفساد".
وقلل فضيلته من مسألة منع 100 كتاب فقط من بين ربع مليون كتاب يمتلئ بعضها بما يشيع الفساد والأفكار المنحرفة كما حصل في العام الماضي، والذي "بيعت فيه كتب تروج للكفر وتثير القلاقل حتى على الدولة (السعودية)".
وأكد فضيلته أن الأمر يحتاج لرؤية بعيدة لهذه المشكلات، والتي تتعدد فيها الخطوات، ومنها المطالبة بالسينما داخل السعودية، والأصوات التي ارتفعت في هذا الخصوص تشدد على أن "السينما قادمة".