
قال الرئيس السوداني عمر البشير في تصريحات نشرت الجمعة ان قرارات ما يسمى بـ "المحكمة الجنائية الدولية" لن تغير شيئا من برامج الحكومة ولا سياساتها.
وأكد البشير خلال اجتماع عقد في وقت متأخر مساء الخميس التزامه بتنظيم "انتخابات حرة ونزيهة" في السودان بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية اليوم.
وأضاف الرئيس السوداني خلال لقائه عددا من كبار السياسيين السودانيين انه يعتزم مواصلة دعم جهود السلام الجارية لحل مشكلة دارفور.
ومن المقرر أن يزور الرئيس السوداني إقليم دارفور بعد غد الأحد.
ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر أممية في نيويورك أن مجلس الأمن سيبحث في اجتماع سيعقد بوقت لاحق الجمعة إمكانية اعتبار قرار السودان الأخير طرد 13 منظمة إغاثة دولية غير حكومية، سلوكا يندرج تحت مسمى جرائم الحرب.
وكانت الخرطوم قد أبلغت 13 منظمة غير حكومية دولية ناشطة في دارفور بضرورة مغادرة الاقليم الذي يشهد حربا خلفت نحو عشرة آلاف قتيل منذ 2003 بحسب إحصاءات السلطات السودانية.
وفي سياق ردود الأفعال على قرار االمحكمة فقد أدانت هيئة علماء المسلمين بشدة القرار الذي أصدرته أمس ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير تحت تهم باطلة وذرائع زائفة .
واكدت الهيئة في بيان لها اليوم ان هذا القرار يعد سابقة خطيرة على المستوى الدولي ، وقد جاء في وقت يمضي السودان في طريقه قدما لحل المشاكل العالقة في إقليم دارفور بدعم عربي وتأييد شعبي ملحوظ .. موضحة ان هناك ثمة قصد ٍ مبيت لتقويض كل الجهود من أجل إحلال السلام في المنطقة ، والعمل المبطن على تهديد وحدة السودان وسلامة أمنه الوطني.
وفي ختام بيانها حذرت الهيئة من آلاثاره المتوقعة لهذا القرار الذي يثبت عدم مبدئية من يوظف قواعد القانون الدولي ويريد ان يحكم العالم بسلطان القوة والخوف لا بسلطان العدل .. داعية الدول العربية والإسلامية والأفريقية إلى العمل بجد للحيلولة دون إقراره في مجلس الأمن ، كما دعت القوى السودانية كافة الى التعامل بروح المسؤولية الوطنية والشعور الجامع لكل أطياف المجتمع السوداني لتفويت الفرصة على من يريد بالسودان وأهله شرا
ومن جهة أخرى، نظم سودانيون غاضبون الجمعة اعتصامين امام مقار الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في الخرطوم احتجاجا على مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر البشير عن المحكمة الجنائية الدولية.
وتجمع نحو الف متظاهر امام بعثة الاتحاد الاوروبي، كما تظاهرت نحو 500 امراة بالقرب من مقر برنامج الامم المتحدة الانمائي، وسط هتافات "لن نسلم البشير، حتى ولو اشرقت الشمس من الغرب".
في المقابل، دعا زعيم حركة جيش تحرير السودان المتمردة في دارفور عبد الواحد محمد نور الجمعة مجلس الامن الى "عدم اخراج العدالة عن مسارها الصحيح" ورفض اي طلب بتعليق مذكرة التوقيف الدولية الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير.
وفي إطار التضامن مع البشير فقد شارك الاف الفلسطينيين الجمعة في مدينة غزة في تظاهرة نظمتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) للتضامن مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي اصدرت بحقه المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية.
وقال مشير المصري النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس خلال التظاهرة "هذا القرار سياسي بامتياز بل هو قرار اميركي اسرائيلي" مضيفا "وقفتنا اليوم مع الرجال الذين يدافعون عن خيار الامة وقالوا نعم لفلسطين والقدس والمقاومة".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد ادان قرار المحكمة الجنائية الدولية، وعبر عن تضامنه مع الرئيس السوداني خلال اتصال هاتفي اجراه معه بعد صدور القرار وفقا لبيان صحافي صادر عن الحركة.
كما وصل مسؤولون من سوريا وايران الجمعة الى الخرطوم لاجراء مباحثات مع الرئيس السوداني.