
قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري يوم الأربعاء إن إيران لديها صواريخ يمكنها الوصول لمواقع نووية "إسرائيلية"، محذرا من أن طهران سترد بقوة على أي هجوم على أراضيها. وتأتي تلك التصريحات في إطار استعراض إيران لقوتها العسكرية في المنطقة حيث يجاورها دول عربية وإسلامية سنية.
وقال جعفري إن إيران "تمتلك اليوم صواريخ يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، وعلى هذا الأساس فإن الأراضي الإسرائيلية بما فيها المنشات النووية لهذا النظام تقع في مدى قدراتنا الصاروخية".
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عنه قوله: "نظامنا يتبنى مذهبا دفاعيا ولكن في حال وقوع أي هجمات من جانب الأعداء .. سنرد بقوة باستخدام الصواريخ والهجمات الرادعة".
ويرى عدد من المراقبين أن التهديدات الإيرانية المستمرة "لإسرائيل" تهدف إلى الضغط عليها لحين استكمال برنامجها النووي، حيث يعتقد المحللون العسكريون أن إيران باتت على بعد خطوات قليلة من امتلاك قنبلة نووية.
وسبق أن هددت "إسرائيل" بتوجيه ضربة عسكرية لإيران لكن الولايات المتحدة أعلنت أنه لن تسمح بذلك. ويرى المراقبين أن الخلافات الظاهرة بين أمريكا وإيران والتلويح "الاسرائيلي" بتوجيه ضربة عسكرية لطهران، مجرد "فرقعات إعلامية" تخفي وراءها مفاوضات واتفاقات على تقاسم النفوذ في المنطقة، لا سيما في العراق وأفغانستان.
وحذرت إيران في الماضي من أنها ستضرب "إسرائيل" وقواعد أمريكية إذا ما تعرضت لهجوم رغم أن جعفري قال يوم الأربعاء إنه لا الجيش الأمريكي ولا "الإسرائيلي" "لديه القدرة" على ضرب إيران.
ويقول محللون عسكريون إن الصواريخ الإيرانية تعتمد بصورة كبيرة على تكنولوجيا من كوريا الشمالية أو دول أخرى وأن مدى دقتها غير واضح. وقال المحلل الدفاعي بول بيفر إن إيران ربما تمتلك صواريخ يمكنها الوصول إلى "إسرائيل" لكنه شكك في قدرتها على حمل رؤوس حربية إلى هذا المدى وضرب أهداف بعيدة بدقة.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد زعمت في مقال نشرته الأحد الماضي أن صواريخ إيران تهدد الجيش البريطاني في أفغانستان. وقالت الصحيفة إن تقارير استخباراتية أمريكية تفيد بأن إيران تزود حركة طالبان بصواريخ من طراز (SA-14) أرض-جو، لضرب مروحيات قوات الاحتلال. وذكر تقرير الصحيفة أن المروحيات البريطانية التي تحلق فوق إقليم هلمند المضطرب تواجه مؤخرا كم كبير من صواريخ "الآر بي جي" التي تطلق عليها من قبل المقاومة.
وتحاول الصحف الغربية الترويج لامتلاك إيران أسلحة متطورة كما تسعى إيران إلى استعراض قواتها من آن لآخر بإجراء تجارب صاروخية. لكنه يبقى من المؤكد أن إيران الشيعية لن تدعم حركة طالبان السنية التي تعاديها.
وشنت القوات "الإسرائيلية" في يناير الماضي حربا على قطاع غزة راح ضحيته آلاف الأبرياء، لكن إيران اكتفت بالتنديد بالعدوان ولم تتخذ أي إجراء فعلي لوقفه.