أنت هنا

9 ربيع الأول 1430
المسلم- وكالات




استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في محادثات جرت في العاصمة السورية دمشق وتناولت الانقسامات العربية. وتأتي الزيارة في محاولة لكسر الجمود في العلاقات بين البلدين، حيث نقل الفيصل دعوة للأسد من العاهل السعودي لزيارة الرياض.

وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن لقاءً جمع بين الأسد والفيصل واصفا إياه بـ"البناء والإيجابي". وأضافت أن الأسد تلقى خلاله "دعوة من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز لزيارة السعودية نقلها وزير الخارجية سعود الفيصل".

وأوضحت الوكالة أن الأسد والفيصل بحثا في "الوضع العربي والتحديات التي تواجه الأمة في مختلف بلدانها وخصوصا في ضوء الانقسامات التي شهدتها الساحة العربية في الفترة الأخيرة".

وكانت الخلافات قد تأججت بين سوريا وعدد من الدول العربية بينها مصر والسعودية بسبب تحالفها مع ايران، الأمر الذي أثار قلق السعودية خصوصا. وأبلغ الأمير سعود اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس بأن هناك حاجة لرؤية مشتركة للتعامل مع ما وصفه بالتحدي والتدخل الإيرانيين في الشؤون العربية.

وكان الفيصل توجه الأربعاء من القاهرة إلى دمشق في أول زيارة إلى العاصمة السورية منذ ثلاث سنوات في إطار تعزيز جهود المصالحة بين الجانبين. وتأتي الزيارة بعد أقل من عشرة أيام من زيارة الوزير السوري وليد المعلم إلى الرياض حاملا رسالة من الرئيس بشار الأسد إلى الملك عبدالله بن عبد العزيز.

كما تأتي غداة اجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا في القاهرة في إطار تنقية الأجواء العربية وإنهاء الانقسامات قبل عقد القمة العربية في الدوحة في 30 مارس الحالي.

وشهدت العلاقات بين سوريا والسعودية توترا متصاعدا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير 2005.

وكانت آخر زيارة رسمية قام بها الأمير الفيصل إلى دمشق في يناير 2006، تبعتها زيارة للرئيس بشار الأسد إلى السعودية، في إطار الجهود لإنهاء القطيعة بين البلدين إثر اغتيال الحريري.

لكن العلاقات توترت كذلك بين القاهرة ودمشق مع الحرب "الإسرائيلية" على لبنان في يوليو 2006، حيث اتهمت مصر والسعودية والأردن حزب الله اللبناني الشيعي الذي تدعمه سوريا بالقيام بمغامرات سياسية غير محسوبة، وتعريض أرواح ملايين اللبنانيين للخطر.

وأكد الفيصل في افتتاح اجتماعات الوزراء العرب صباح أمس الثلاثاء أن هناك "تحسنا ملموس في العلاقات العربية-العربية بما في ذلك الاتصالات الإيجابية القائمة بين الرياض ودمشق والتي من شأنها ان تدعم مسيرة المصالحة العربية عموما".

وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد أعلن في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب الثلاثاء أن "العقبات كثيرة" على طريق المصالحة العربية، لكنه اعتبر أن "الجو أصبح أقل توترا وأقرب إلى الرغبة والنية في التفاهم".

وتعتبر كل من القاهرة والرياض أن علاقات التحالف بين سوريا وإيران سيؤثر سلبا على المصالح العربية.