أنت هنا

7 ربيع الأول 1430
المسلم-متابعات:

بعد اعتراف رئيس الوزراء الكندي أن بلاده والولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي "تخوض حربا غير مجدية ضد طالبان في أفغانستان"، اقترح وزير الدفاع الفرنسي ايرف موران أن يحدد حلف شمال الأطلسي موعدا لبدء سحب قواته من هناك.

وجاء اقتراح وزير الدفاع الفرنسي في كلمة ألقاها في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أمس، قال فيها: "حالما نعيد تحديد استراتيجيتنا العامة في أفغانستان فيما يتصل بزيادة المساهمة المقدمة من الأمريكيين، فإني أعتقد بأنه يجب علينا أن نحدد بعض التواريخ بسرعة إلى حد ما". وأضاف: "ولماذا لا نحدد أيضا تاريخا يمكن أن نعلن فيه بدء سحب قوات التحالف (الاحتلال)؟".

 

وكان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، قد قال في مقابلة خاصة مع شبكة CNN أذيعت الأحد إن بلاده والولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي "تخوض حربا غير مجدية ضد "طالبان" في أفغانستان". وأضاف: "لن نستطيع أبدا هزيمة التمرد والعصيان في ذلك البلد"، في إشارة إلى المقاومة التي باتت تسيطر على نحو ثلثي الأراضي الأفغانية.

من جهة أخرى، أعلن رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة آلان ليروي أنه سيكون من شبه المستحيل إجراء انتخابات ذات مصداقية في افغانستان في شهر أبريل المقبل، وهو الموعد الذي اقترحه الرئيس الأفغاني العميل كرزاي بديلا للموعد الأصلي المقرر في أغسطس.

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" عن ليروي قوله :" إن اجراء انتخابات في أفغانستان في أي موعد قبل شهر أغسطس المقبل سيكون عسيرا جدا لأسباب لوجستية وفنية، علاوة على الوضع الأمني المحفوف بالمخاطر"، على حد قوله.

 

 

 

وكانت حركة "طالبان" وغيرها من جماعات المقاومة الأفغانية قد صعدت هجماتها ضد قوات الاحتلال الأجنبية وقوات حكومة كرزاي العميلة، ووصلت تلك الهجمات إلى أماكن تخضع لحراسة مشددة، في قلب كابول بما في ذلك القصر الرئاسي، ما يعني فقدان الرئيس العميل حامد كرزاي السيطرة فعليا على الجزء الصغير الذي ما زال يسيطر عليه بمعاونة قوات الاحتلال من الأراضي الأفغانية، بعد تمكن المقاومة من تحرير معظمها، ما جعل الولايات المتحدة تضاعف عدد جنودها هناك وتسعى لإحراز أي تغيير ولو معنوي يجنبها الانسحاب مخلفة وراءها هزيمة مذلة. 

ونادرا ما تعترف قوات الاحتلال في أفغانستان بخسائرها الحقيقية التي تتكبدها بشكل يومي على يد فصائل المقاومة الأفغانية وعلى رأسها حركة "طالبان"، وتكتفي بالإعلان عن بعض خسائرها فقط، في محاولة للتشويش على الانتصارات التي تحققها المقاومة الأفغانية التي باتت تسيطر على أكثر من ثلثي البلاد، ما أجبر حكومة كرزاي العميلة على السعي للتفاوض معها، وهو ما رفضته المقاومة بشدة مشترطة رحيل الاحتلال أولا عن الأراضي الأفغانية.