
بدأ على أكبر هاشمي رفسنجاني مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني زيارة إلى العراق الاثنين لمناقشة ملف جماعة مجاهدي خلق المناوئة لإيران، بالإضافة إلى ملفات اقتصادية أخرى. وتدفق على بغداد أكثر من ألف عنصر أمني إيراني لتأمين حمايته أثناء الزيارة.
وأتى رفسنجاني إلى العراق في أول زيارة له منذ قيام النظام الإيراني، بدعوة من الرئيس العراقي جلال الطالباني. وجرى تنسيق الزيارة خلال زيارة الطالباني للإيران بداية الأسبوع الجاري.
وأعرب رفسنجاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الطالباني عن سعادته لأن يرى "المجاهدين العراقيين من أصدقاء إيران الذين عملوا معها قد استطاعوا التخلص من النظام السابق وحكم بلدهم بأنفسهم".
وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية أن الزيارة ستناقش ملفات أمنية من بينها طرد مجاهدي خلق المعارضة لنظام طهران والتي تتخذ من معسكر أشرف بالعراق مركزا لها.
وفيما بدا أنه استجابة لرغبة النظام الإيراني، قال الطالباني خلال المؤتمر الصحفي إن الدستور العراقي يحظر وجود مسلحين أجانب على الأراضي العراقية. وأعتبر أن عناصر المنظمة وقفوا مع النظام الدكتاتوري السابق ضد شعب العراق ونفذوا هجومات في شمال العراق وقتلوا عشرات الأكراد الأبرياء، على حد زعمه. وأوضح أن العراق يسعى حاليا لإخراج المنظمة وإقناع دولة ثالثة باستضافتها.
كما رفض طالباني سؤالا يتعلق باقتصار مساعدة إيران على الأحزاب الشيعية العراقية، مشيرا إلى أن لطهران علاقات مع جميع القوى العراقية القومية واليسارية والعروبية.
وذكر موقع العراق للجميع أن ما يزيد على ألف عنصر أمني إيراني تدفقوا إلي بغداد في ترتيب مع السلطات العراقية، لتأمين حماية رفسنجاني قبيل ساعات من الزيارة. وأضاف نقلا عن مصادر إيرانية أن اللمسات الأخيرة لتأمين زيارة رفسنجاني تم الاتفاق عليها خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها قبل أيام الرئيس الطالباني. وقالت المصادر إن اتصالات عدة أجريت حول زيارة رفسنجاني وجميعها مرّت عبر تنسيق مباشر مع الطالباني وعبر دائرة نائبه الشيعي عادل عبد المهدي.
وقال الموقع إن هناك لقاء مرتقب سيجمع رفسنجاني برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالرغم من عدم إعلان ذلك.
ويزور رفسنجاني مدينتي النجف وكربلاء ذوات الخصوصية عند الشيعة، كما من المقرر أن يلتقي كبار المراجع.
ومن جانبها، رفضت عدد من العشائر السنية العراقية زيارة رفسنجاني لدوره في قتل آلاف العراقيين الأبرياء إبان الحرب العراقية الإيرانية، ولمسؤوليته عن إطالة أمد تلك الحرب. وقال كاظم آل عينزان مسؤول مجلس عشائر الجنوب: إن الحرب العراقية الإيرانية ستلقي بظلالها علي زيارة رفسنجاني الذي كان أحد رموزها. وأضاف إن العشائر العربية في العراق تستنكر هذه الزيارة، متهما رفسنجاني بالتورط في دماء العراقيين. كما دعا عشائر الجنوب والفرات الأوسط إلي عدم الترحيب بهذه الزيارة.
وبدوره، رفض أحمد الغانم رئيس مجلس عشائر العراق تلك الزيارة أيضا قائلا إن رفسنجاني دعم المليشيات التي قتلت العراقيين خلال السنوات الست الأخيرة. وأوضح أن "جميع الطوائف تستنكر مجيء رفسنجاني"، مشيراً إلي تشكيل غرف عمليات في المحافظات خاصة بالعشائر لاستنكار الزيارة.
ونشبت حرب بين إيران والعراق بين عامي 1980 و1988 أوقعت أكثر من مليون قتيل من الجانبين. لكن العلاقات بين البلدين تحسنت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق والذي أتى بحكومة يقودها الشيعة بعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003.
ويترأس رفسنجاني "مجلس تشخيص مصلحة النظام" وهو أعلى هيئة تحكيمية في إيران، كما يترأس "مجلس الخبراء الإيراني" الذي يشرف على عمل المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.