أنت هنا

4 ربيع الأول 1430
المسلم- مواقع صومالية

انعقد اليوم في العاصمة الصومالية مقديشو أول اجتماع لمجلس وزراء الحكومة الصومالية الجديد. يأتي ذلك فيما كشف الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد عن جهود يبذلها سلاطين القبائل لوقف القتال بين القوات الحكومية والفصائل الإسلامية المعارضة له.

وكان أبرز ما جاء على أجندة الاجتماع القضايا الأمنية والمصالحة الوطنية ومسألة توطين وإعادة النازحين الصوماليين. وقال عبد السلام يوسف جوليد سكرتير مكتب الإعلام التابع لرئيس الوزارء للصحفيين: "هذه أول جلسة لمجلس الوزراء وهي دليل على أن الحكومة بدأت مزاولة أعمالها"، وتابع: "تناول اجتماع الوزراء قضايا الأمن والمصالحة والتوطين".

وتواجه الحكومة الجديدة التي يترأسها عمر عبد الرشيد شارماركي تحديات كبيرة منها إعادة الأمن والاستقرار للصومال الذي عاني الفوضى بسبب الاحتلال والصراعات الداخلية والقرصنة.

وحضر الاجتماع 31 وزيرا من أصل 36 وزيرا تضمهم حكومة رئيس الوزراء شارماركي وتشكلت الحكومة الجديدة من ستة وثلاثين وزيرا في الثالث عشر من الشهر الجاري في جيبوتي،  حيث كانت وزارات مهمة من بينها الداخلية والأمن القومي من نصيب تحالف التحرير الذي كان يتزعمه الرئيس شريف شيخ أحمد. وعين شيخ عبد القادر علي عمر وزيرا للداخلية، كما عين شريف حسن شيخ آدم وزيرا للمالية.

ومن جانبه، كشف شريف عن جهود يبذلها سلاطين القبائل لوقف القتال بين القوات الحكومية وفصائل المقاومة المعارضة له. وقال شريف في مؤتمر صحفي عقده اليوم في مقره بفيلا صوماليا حيث القصر الرئاسي عن أن مجلس سلاطين قبائل الهوية قدموا له مقترحا لوقف إطلاق بين القوات الحكومية وبين المعارضين له، منوّها إلى أن الطرف الآخر قبل المقترح.

وقال شريف: في هذا الصدد "نرحب من جانبنا بوقف إطلاق النار ولم يكن من قرارنا الحرب".

وقام وسطاء من عشائر مقديشو وعلماء صوماليون بالإضافة إلى وفد العلماء الذي قدم من الخارج بجهود كبيرة لرأب الصدع بين الحكومة التي يقودها شريف ومعارضيه الذين يتهمونه بأنه يحمل أجندة خارجية رغم كونه رئيس المحاكم الإسلامية التي حكمت البلاد بالشريعة الإسلامية في النصف الثاني من عام 2006.

وأكد شريف أن تطبيق الشريعة الإسلامية سيكون من أولوية الحكومة. كما أشار إلى أنه تحدث مع القوات الإفريقية لوقف القصف المدفعي ضد المدنيين خلال المعارك، مؤكدا قبولهم بذلك.

كما عبر شريف عن أسفه الشديد للمعارك التي تتمزق البلاد، مشيرا إلى أن لا داعي لمزيد من إراقة الدماء. وكان شريف قد التزم الصمت منذ وصوله إلى العاصمة مقديشو فيما يتعلق بالمعارك التي جرت بين القوات الحكومية والحزب الإسلامي.

وفي سياق متصل، التقى رئيس الوزراء الصومالي شرماركي صباح اليوم في القصر الرئاسي وفدا من مجمع علماء الصومال في أول لقاء يجمع بينهما منذ وصول الحكومة إلى العاصمة. وناقش الطرفان التطورات الأخيرة في الصومال والجهود التي يبذلها العلماء للتوسط بين الحكومة ومعارضيها.

وقال رئيس هيئة العلماء الشيخ بشير صلاد إنهم ناقشوا مع شرماركي سبل مواصلة مسيرة المصالحة بين فئات الشعب وتطبيق الشريعة الإسلامية.

وكان العلماء الصوماليون أصدروا في وقت سابق بيانا تضمن عددا من النقاط من بينها ضرورة تطبيق الشريعة ووقف القتال في البلاد وسحب القوات الأجنبية. كما طالبوا معارضي الحكومة بوقف الهجمات على القوات الأفريقية.